كشف تقرير أمريكي أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد 20 عامًا، لا تزال تدير حربًا على الإرهاب، والتي لا يبدو أن لها نهاية تلوح في الأفق، رغم انسحاب أمريكا من أفغانستان مؤخرًا.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرًا كشفت فيه أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، كلف وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي أيه” أن تعمل بهدوء لتوسعة قاعدة سرية في عمق الصحراء، حيث تدير غارات طيار بدون طيار، لمراقبة مقاتلي القاعدة وداعش في ليبيا.
وأشارت إلى أن الرئيس الأسبق، باراك أوباما، قال في تصريحات سابقة: “علينا أن نطور استراتيجية تتناسب مع هذا التهديد المنتشر، استراتيجية توسع نفوذنا دون إرسال قوات تزيد من ضعف جيشنا، أو تثير الاستياء المحلي، ونحن بحاجة إلى شركاء لمحاربة الإرهابيين إلى جانبنا”.
ووضع أوباما حينها قائمة دول لتنفيذ تلك المهام الخارجية، أبرزها دول سوريا واليمن والصومال وليبيا، وقامت واشنطن بتدريب قوات محلية وتزويدها بالأسلحة أو تنفذ غارات طائرات بدون طيار.
وأوضح التقرير أن القوات الأمريكية كانت تتمتع بالسلطة القانونية، لإجراء عمليات خاصة في الكاميرون وليبيا والنيجر وتونس، ونفذت فعليا ضربات جوية أو بطائرات مسيرة في سبع دول هي أفغانستان والعراق وليبيا وباكستان والصومال وسوريا واليمن.
ونقل التقرير عن ستيفاني سافيل، مديرة مشروع واتسون للشؤون الدولية والعامة في براون، قوله إن القوات الأمريكية أجرت تدريبات على مكافحة الإرهاب في 41 دولة، حيث دربت الولايات المتحدة الجيش والشرطة وقوات الحدود لما يقرب من 80 دولة، من بينها ليبيا.
ونوه التقرير أن أمريكا أقامت أيضا شراكات مثمرة مع عدد من الميليشيات المحلية في عدد من الدول، وهو ما ظهر في طرد المقاتلون الأكراد، القوات السورية، بدعم القوات الأمريكية، ودعمت قوات خليفة حفتر بضربات جوية عديدة، لدحر مقاتلي داعش من قاعدتهم في مدينة سرت الليبية.
ونقلت نيويورك تايمز عن كيم كراجين، الباحث الزميل البارز في مكافحة الإرهاب في جامعة الدفاع الوطني، قوله: “كانت هذه معاقل حضرية حيث كان هناك متشددون يخططون لشن ضربات ضد الولايات المتحدة، ولم تكن هذه بعثات لمدة 20 عامًا كما حدث في أفغانستان، بل مهامهم لم يتعدى مدتها عن 6 أشهر فقط”.
وتحدث التقرير أن جو بايدن، كان لديه حينما كان نائبا للرئيس في عهد أوباما، نوع من الإحباط من فساد قادة تلك الدول التي كانت تدعمها بلاده، حتى أنه كان رافضا لتدخل “الناتو” في ليبيا.
يذكر أنه قبل عشر سنوات، نفذت فرنسا مخططها مع دويلة قطر، للتخلص من القائد الشهيد معمر القذافي، وأظهرت الأدلة والوثائق تورط تنظيم الحمدين في تمويل ودعم المليشيات الإرهابية وجماعة الإسلام السياسي، لنشر الفوضى في البلاد.
وبدأ سيناريو التدخل القطري الفرنسي لتدمير ليبيا، ليس فقط بإثارة الفتن في البلاد، بل أيضا بدعم التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وصولا إلى القصف العنيف والعشوائي على سرت واغتيال القائد في الـ20 من شهر التمور/ أكتوبر 2011م.
وسوم: مقاتلي داعش والقاعدة