أكد نقيب الخبّازين أبو خريص محمد، أن القدرات الإنتاجية للشركة العامة للمطاحن، لا تغطي حتى 5% من المخابز الليبية، وهو السبب الرئيسي لتقليص حجم رغيف الخبز.
وأوضح أبو خريص، في تصريحات لموقع “صدى الاقتصادية”، تابعتها “أوج”، أن أسعار الدقيق الآن لا تسمح للخباز بتحضير رغيف الخبز بوزن 100غرام، فتسعيرة الرغيف الواحد بهذا الوزن تقدر ربع دينار تم تحديدها في ظل أن سعر الدقيق لا يتجاوز 140 أو 150 دينار.
وتابع بقوله “أما الآن فقد لوحظ ارتفاع أسعار الدقيق بشكل عشوائي وصل إلى 220 دينار في طرابلس، وفي المنطقة الشرقية 240 دينار، أما منطقة الجنوب 260 دينار، والكفرة يقدر سعره 260 دينار أيضا”.
وتابع بقوله “في ظل ارتفاع الأسعار أيضا أصدرنا مذكرة سريعة تتمثل في مقارنة الأسعار، كيف كانت وكيف أصبحت، فالشركة العامة للمطاحن القدرة الإنتاجية التي تمتلكها لا تغطي حتى 5% من المخابز في ليبيا”.
ولفت إلى أنه حتى الكمية التي تم الكشف عليها، والتي تقدر بحوالي 300 طن لا يمكنها تغطية عدد المخابز، خاصة وأن ليبيا بها نحو 7 آلاف مخبز، مؤكدا أن “الآلية التي تتبعها شركة المطاحن فتحت باب السمسرة من جديد وهي آلية غير صحيحة”.
واستمر قائلا “يتم حاليا بيع الدقيق بسعر170 دينار وبالسوق الموازي يتم بيعه بسعر 210 دينار، وهذا لا يخلق حل للأزمة التي نشهدها في الوقت الحالي، فالشركة العامة للأعلاف والمطاحن لا تلبي طلب الليبيين بالكامل”.
ونوه إلى أن مطاحن الشركة بالمنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية متوقفة عن العمل والمطاحن الموجودة أربعة فقط منها في منطقة زليتن وفي طرابلس وجنوب طرابلس وصرمان، ولا يملكون قدرة إنتاجية عالية، لافتا إلى أنه من المفترض عند إعطاء الدقيق لأصحاب المخابز، أن يتم طلب كشف من نقابة الخبازين في المنطقة ومن الحرس البلدي ومن المراقب الاقتصادي، حتى يضمن أن هذه المخابز توفر الخبز الجيد للمواطن.
وتحدث عن أنه في عام 2018، عندما قامت النقابة بتوزيع الدقيق بالاتفاق مع الحرس البلدي، تم العثور على العديد من المخابز الوهمية، فعندما يتم الحجز لأناس مبهمة قد يكون هناك تراخيص وهمية .
وأتم بقوله “طلبنا من وزير الاقتصاد بعض النقاط منها أن يتم إلغاء تسعيرة رغيف الخبز، ويتم تحرير السلعة أو يضع الحكم للسوق أي يحول الأمر بين الخباز والسوق فقط، أو يتم جلب كمية من الدقيق تملء السوق، لكي لا يتسنى لأصحاب المطاحن رفع الأسعار، فهم المتسببين بالكارثة التي تعاني منها البلاد بالخصوص فقد كان لديهم مخزون استراتيجي من الدقيق كان يسعر بـ170 دينار أما اليوم يسعر بـ240 وبدون جودة” .
وفوجئ الليبيون منذ شهر آي النار/يناير الماضي، بقفزة جديدة في أسعار الخبز، تجاوزت النصف، ليصبح ثمن ثلاثة أرغفة منه ديناراً واحداً، بعد أن كان ثمانية أرغفة بدينار، وسط آراء متضاربة حول السبب الحقيقي لهذه القفزة الكبيرة.
ويرى كثير من المحللين الاقتصاديين في ليبيا أن ارتفاع أسعار الخبز من تداعيات قرار المصرف المركزي، خفض قيمة الدينار الليبي أمام الدولار عند 4.48 دنانير للدولار الواحد، ما بدأ ينعكس على أسعار السلع في السوق المحلية، التي ارتفعت بدرجة كبيرة، مما أعاد الانتقادات التي صاحبت إصدار المركزي لهذا القرار إلى الواجهة.