أوج – روما
كشف نائب إيطالي، مشاركة سفينة حربية إيطالية متمركزة في ميناء طرابلس، في الجرائم ضد المهاجرين واللاجئين الراغبين في اللجوء إلى إيطاليا عبر السواحل الليبية.
ورصد تقرير منشور عبر صحيفة “المنيفستو” الإيطالية فعاليات المعارضة واسعة النطاق، داخل مجلسي النواب والشيوخ الإيطاليين، لوقف إعادة تمويل الحكومة الإيطالية لخفر السواحل الليبي.
ووصفت تلك المعارضة بالدوي الواسع لأصوات المعارضة، لإعادة تمويل خفر السواحل الليبي في مجلس الشيوخ الإيطالي، في فعالية كبيرة شارك فيها أكثر من 32 اتحادا يهتمون بمجالات اللجوء والهجرة، وبعض المنظمات غير الحكومية الكبيرة، مثل أوكسفام والعفو الدولية وإنترسوس ومسف وأنقذوا الأطفال، بالإضافة إلى بعض الشخصيات النسوية الكبرى.
ورفع جميع المشاركين في تلك الفعالية شعارًا واحدًا، وهو: “لا لدعم الميليشيات في ليبيا”.
ولم تتمكن كتلة المعارضة من الحصول على أصوات 50 نائب من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ حوالي 50 نائب لرفض قرار تمويل خفر السواحل الليبي، ليمثلوا نسبة 5.3% من أصل 945 برلمانيا منتخبا في المجلسين، وهو ما كان سيمكنها من تعطيل القرار ومناقشته من جديد، ولكنهم لم يتمكنوا من جمع الخمسين شخصية.
ونقلت الصحيفة عن فيليبو ميراغليا رئيس قسم الهجرة في ARCI، قوله: “يبدو أننا خسرنا فعليا القضية، ولكن على الأقل خسرنا بشرف”، وهاجم الحزب الديمقراطي الإيطالي، بقوله: “لا توجد قوة سياسية تجعل حقوق الإنسان قضية هوية، بينما اليمين يبني الإجماع على إنكارها”.
وكان حزب يسار الوسط الرئيسي قد صوت بالإجماع النوار/فبراير 2020 ضد تمويل “خفر السواحل” الليبي، لكن إنريكو ليتا، الذي أطلق أيضًا عملية “مار نوستروم”، عندما رئيسا للوزراء في عام 2013، لم يُظهر اهتمامًا خاصًا بالابتعاد عن الخط السائد في الحكومة، وكل الدلائل تشير إلى موافقته على القرار.
وتحدث كذلك باولو بيزاتي، من منظمة أوكسفام إيطاليا، عن أن قصة التصويت على مرسوم البعثة تكشف أن المعايير التي ينبغي أن توجه الاختيارات السياسية قد تم تنحيتها جانبًا، لافتا إلى أنهم يتحدثون الآن فقط عن الأرقام دون النظر في تأثير هذه السياسات على حياة الآلاف من الناس، أو تعرضهم للقتل والتعذيب والاغتصاب والموت وسط حطام السفن والتعذيب والاعتقالات التعسفية.
وأضاف قائلا “هذه بعض العواقب الملموسة لتدفق الأموال التي تبدأ من روما، وتصل إلى الميليشيات الليبية، بهدف إعاقة تدفقات المهاجرين، حيث ستنتقل ملايين اليوروهات خلال عامي 2020 و2021 إلى تلك الميليشيات، رغم تنديد أوكسفام وإرسال الجمعيات رسالة إلى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي للمطالبة بتغيير المسار”.
كما ذكر أيضا النائب الإيطالي إيراسمو بالازوتو، أن إيطاليا تتبنى استراتيجية سياسية لاحتواء الفارين من أهوال ليبيا، داخل ليبيا، ووجه اتهامات إلى إيطاليا باستغلال الممرات الإنسانية، حتى تمنع المهاجرين من الوصول إلى إيطاليا، وطالب بإخلاء جميع المراكز الليبية بشكل عاجل.
وانتقد أيضا السلطات الإيطالية لاستخدامها وسائل غير قانونية عديدة لمنع المهاجرين، من بينها مراكز الاحتجاز الليبية على البر، واستخدام التنصت على المكالمات الهاتفية غير القانونية في البحر.
وبدوره، انتقد النائب الإيطالي، جورجوريو دي فالكو، السلطات الإيطالية، متهما إياها بممارسة وزارة الدفاع الإيطالية ما أطلق عليه سياسة” الصد”، مشيرا إلى أن السفينة التابعة للبحرية الإيطالية المتمركزة في ميناء طرابلس، تشارك في الجرائم المرتكبة ضد اللاجئين والمهاجرين.
وأتم بقوله “وزير الدفاع الإيطالي لورنزو جويريني يقول إن تلك السفينة تعمل على تدريب وإصلاح وتطوير الوسائل المتاحة لليبيين، ولكنها توفر لهم أيضًا أنظمة الاتصال لتنسيق القبض على المهاجرين، لذلك من وجهة النظر القانونية، إيطاليا هي صاحبة هذه الجرائم المرتكبة ضد اللاجئين وليست شريكة فيها فقط، فنحن من نقوم بعمليات الصد”.
ومن المقرر التصويت على المرسوم في مجلس النواب قريبا، وفيما بعد سيتم التصويت في مجلس الشيوخ، وسيتم طرحه للتصويت في مجلس النواب يوم 15 ناصر/يوليو.