مُنتقدًا تعيين نورلاند لدى ليبيا.. تقرير أمريكي: المبعوثين الخاصين يساهمون في الصراعات الداخلية وإضافة المزيد من التعقيدات

أوج – القاهرة
انتقد تقرير أمريكي تعيين إدارة الرئيس جو بايدن، للسفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند مبعوثًا خاصًا لليبيا، معتبرا أن وجود كلمة “خاص” في تعريف الشخص المكلف بمهمة دبلوماسية لا يعني أنه قادر على إنجاز المزيد، بل رآه، في الواقع، غالبًا ما يخلق المزيد من التعقيد.
وأوضح تقرير لصحيفة “بوليتيكو” الأمريكية”، طالعته وترجمته “أوج”، أن المبعوثين الخاصين يحتلون مكانة فريدة في بيروقراطية الدبلوماسية، ويشار إليهم كثيرًا باسم “القياصرة”، ويتم تعيينهم على أساس مُخصص لمعالجة القضايا التي تتجاوز إدارة واحدة في مجلس الوزراء أو تتجاوز مسؤوليات المكاتب الحالية.
وذكر أنه على عكس المسؤولين في مجلس الأمن القومي، فإن واجباتهم لا تشمل فقط تقديم المشورة للرئيس، ولكن أيضًا تمثيل الولايات المتحدة في الخارج، وكقاعدة عامة، فإن هؤلاء المسؤولين، الذين يتم تعيينهم سياسيًا في كثير من الأحيان بدلاً من الدبلوماسيين المحترفين، يقدمون تقاريرهم مباشرة إلى الرئيس أو وزير الخارجية.
ورأى أن استخدام المبعوثين الخاصين تذبذب في السنوات الأخيرة، إذ بينما فضّل وزيرا الخارجية كولين باول، وريكس تيلرسون، الاعتماد على أصحاب العمل، زادت هيلاري كلينتون، وأنتوني بلينكن، بشكل كبير من عدد المبعوثين الخاصين.
ونوه بأن السجل التاريخي، من أفغانستان وكوريا الشمالية إلى سوريا وهايتي، يعد سبباً كافياً للشك في قيمة المبعوثين الخاصين، مؤكدًا أن إدارة بايدن إذا كانت جادة في إعادة الدبلوماسية إلى واجهة السياسة الخارجية، فعليها أن تعتمد بدرجة أقل على المبعوثين الخاصين، وتقوي بدلاً من ذلك ثروة المواهب المحترفين في وزارة الخارجية.
وأرجع ضعف أداء المبعوثين الخاصين إلى أنهم في كثير من الأحيان يفتقرون إلى الوقت أو النفوذ الداخلي اللازمين لتحقيق نتائج مجدية، مشيرا إلى أنهم غالبًا ما يحتاجون لقضاء وقت غير متناسب في إنشاء مكاتبهم والحصول على الأرض.
وأضاف: “في معظم الحالات، انتهى الأمر بالمبعوثين باعتبارهم مستكشفين بيروقراطيين لحل المشاكل أكثر من كونهم مفاوضين يتمتعون بالسلطات الكاملة، ويتورطون في تسوية النزاعات بين المكاتب المتنافسة أو المتداخلة”.
ورأى أن إنشاء المنصب يوفر أيضًا للرئيس طريقة سهلة نسبيًا ليقول إنه يفعل شيئًا حيال مشكلة، بينما في كثير من الأحيان، يعين الرئيس أو وزير الخارجية مبعوثًا لإخراج المشكلة من منصبه، لكنه لا يقدم لهما الدعم الكافي.
ووفقًا لدراسات متعددة، أشار إليها التقرير، يقوم المبعوثون الخاصون ببناء هياكل مزدوجة للتعامل مع القضايا وإعداد التقارير عنها، مستشهدا بقول أحد الدبلوماسيين وصفه بأنه من “ذوي الخبرة”، حيث قال: “لقد أضافوا في كثير من الأحيان المزيد من الصوامع لعملية السياسة الخارجية وساهموا في الصراعات الداخلية.
وبينما أظهرت بعض الحالات النادرة أن المحترف الماهر يمكنه تحقيق نتائج مهمة، بحسب التقرير، يفشل المبعوثون الخاصون في كثير من الأحيان في الارتقاء إلى مستوى التوقعات المبالغة في التفاؤل، مفضّلًا أن يعتمد الرئيس ووزير الخارجية استخدام المواهب الموجودة لديهم من أفراد السلك الدبلوماسي.
ونوه بما تعهد به جو بايدن أثناء ترشحه وهو إعادة بناء وزارة خارجية أمريكية حديثة ورشيقة، وإعادة تقويتهما والاستثمار في السلك الدبلوماسي والاستفادة من المواهب، فيما أكد خلال الأسابيع الأولى من رئاسته، في خطاب ألقاه في وزارة الخارجية على “استعادة صحة ومعنويات مؤسسات سياستنا الخارجية”.