أوج – لندن
أفاد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني بوقوع انفجار داخل أحد مراكز احتجاز المهاجرين في مدينة غريان، الأمر الذي يفضح الظروف الخطيرة التي يعيشها اللاجئون في ليبيا.
ونقل الموقع في تقرير له، طالعته وترجمته “أوج” عن شهود عيان قولهم بأن المئات من المهاجرين فروا من المركز وتغلبوا على الحراس بعد انفجار ذخيرة مخزنة في مكان قريب من مقر تواجدهم الشهر الماضي.
وقال أحد المهاجرين الناجين من انفجار غريان، بحسب “ميدل إيست آي”: “تمكنا من الفرار بالقوة من الحراس هناك، وبعد أن هربنا اكتشفنا أن هناك جرحى فروا معنا وكانوا يختبئون في الجبال”.
ووفقًا للموقع البريطاني، نفت السلطات في مركز الاحتجاز أن يكون الانفجار قد نشأ في مستودع أسلحة وذخيرة على بعد خطوات قليلة من مكان احتجاز اللاجئين أو إصابة أي شخص، حيث قال مدير المركز إن الانفجار نجم عن عبوة غاز، بينما قال الناجون إن شرارة في مخزن الذخيرة تسببت في الانفجار، وإن هناك العديد من الإصابات، فضلا عن الوفيات المحتملة.
وأوضح التقرير أن الحادث سلط الضوء على انتشار ممارسة احتجاز اللاجئين بالقرب من مخازن الأسلحة وما يترتب على ذلك من مخاطر، في وقت تتم فيه إعادة أعداد كبيرة من اللاجئين الذين ينزلون من ليبيا إلى مراكز الاحتجاز.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية للموقع التي التقطت قبل الانفجار وبعده، إلى جانب إفادات الشهود، أن الانفجار وقع في 20 الصيف/يونيو الماضي في مركز أبو رشادة لاحتجاز للمهاجرين في غريان، والذي يقع على بعد 100 كيلومتر جنوب غرب العاصمة طرابلس، في منطقة جبل نفوسة.
كما تُظهر الصور عالية الدقة، بحسب “ميدل إيست آي”، على ما يبدو مجمعًا عسكريًا بمركبات مدرعة في المنطقة المجاورة، حيث تظهر دبابة ومركبات عسكرية ومدفعية في الصور التي حصل عليها الموقع البريطاني.
وشهدت ليبيا جريمة قتل مروعة تمثلت في القصف الجوي الذي تعرض له مركز تاجوراء لاحتجاز المهاجرين، خلال شهر ناصر/يوليو 2019م، والذي أدى إلى مقتل نحو 44 لاجئا ومهاجرا، منهم نساء وأطفال، وإصابة ما يزيد عن 130 آخرين بجروح بالغة.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة أكدت أن ليبيا ليست ميناءً آمنًا، مُناشدة الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء عودة الأشخاص الضعفاء إلى ليبيا، مبينة أنه بين عامي 2014م و2017م، وصل إيطاليا حوالي 70-90 ألف شخص عن طريق البحر، وغرق الكثير من الناس أو عادوا إلى ليبيا.
وطالب المتحدث باسمها فلافيو دي جياكومو، الاتحاد الأوروبي بتفعيل نظام دوريات فعال وهبوط آمن ووضوح في عمليات النقل الداخلية، وقبل كل شيء تعزيز وجود السفن الأوروبية لتقليل عدد الذين يتم إعادتهم إلى “الجحيم الليبي”، مضيفا “بصفتنا المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نحن في ليبيا ونحاول تخفيف المعاناة، لكن ليس لدينا إمكانية لضمان حقوق الإنسان”.