أوج – القاهرة
كشف مصادر مقرّبة من اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، عن تطورات جديدة بشأن مساعي خليفة حفتر، لتأمين مستقبله السياسي مع أبنائه، منوّهة إلى أنه تلقى صدمة بسبب الإجماع الدولي حول رفض ترشحه هو أو أحد أبنائه في الانتخابات الرئاسية، المقررة في 24 الكانون/ديسمبر المقبل.
وأشارت المصادر في تصريحات لـ”العربي الجديد” الممولة من قطر، طالعتها “أوج”، إلى أن مساعي حفتر وُوجهت بفيتو غربي أمريكي، على تواجده هو أو أي من أبنائه المنخرطين في العمل العسكري والسياسي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ونفت المصادر وجود أي دعم مصري عسكري أو سياسي خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن مصر لن تدعم أي تحرك عسكري لحفتر من شأنه إعادة التوتر للملف الليبي، خصوصاً في ضوء الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين القاهرة وحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والتي تتضمن مجموعة جيدة من عقود إعادة الإعمار لصالح الشركات المصرية.
وحول خطوات حفتر المقبلة، أوضحت المصادر أنه أعدّ خطة بديلة، يسعى من خلالها لتسويق رئيس أركان قواته عبد الرزاق الناظوري، كمرشح رئاسي في الانتخابات المقبلة، والحصول على دعم غربي لتلك الخطوة.
ولفتت إلى أن توجه حفتر يأتي في إطار اتفاق مع الناظوري، على تقاسم السلطة في حال توليه رئاسة البلاد، ما يسمح بتأمين مستقبله ومستقبل أبنائه السياسي والحفاظ على مواقعهم.
وأشارت إلى أن العرض العسكري الأخير لقوات الكرامة، لم يحمل دعماً مباشراً من أي من القوى التقليدية الداعمة لحفتر وعلى رأسها مصر، وأنه كان محاولة من جانب حفتر للتأكيد على أنه ما زال فاعلاً في المعادلة الليبية، ولا يمكن تجاوزه.
وبحسب المصادر، فإن المعادلة الدولية الحالية بشأن ليبيا تجاوزت حفتر فعلياً، وباتت هناك مصالح أكبر لكافة الأطراف الفاعلة في هذا الملف من دعم حفتر أو أي من أبنائه.
وقالت إن حفتر يواجه في الفترة الحالية مأزقاً مالياً كبيراً، بسبب حجم الديون والرواتب المتأخرة لصالح المقاتلين الأجانب في صفوفه، لافتة إلى أنه طلب أخيراً من القاهرة، التدخل والتوسط بينه وبين رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، من أجل التوصل لاتفاق يقرّب وجهات النظر، بين الجانبين، حيث تتحمّل الحكومة ديون ورواتب المقاتلين التابعين للكرامة.
وأوضحت أن مصر اتخذت خطوات في هذا الإطار، إلا أن المسار التفاوضي يشهد تعثراً، بسبب رفض الدبيبة، الصيغة المطروحة من حفتر، مؤكداً صعوبة تمويل قوات تقف في وجهه لاحقاً.
ورجّحت أن العرض العسكري الأخير لحفتر، في قاعدة بنينا في بنغازي أواخر الشهر الماضي احتفالاً بالذكرى السابعة لـ”عملية الكرامة” التي وجّه فيها دعوة للدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي لحضور الاستعراض، كان محاولة لاستعجال السلطة التنفيذية الجديدة، للموافقة على تصوره الخاص بإجبارها على تحمل نفقات قواته.
وأكدت أن حفتر يشعر بالضغط الكبير من قادة المليشيات الأجنبية المسلحة، التي بدأت بالسطو على ممتلكات المواطنين في مناطق الشرق والجنوب الليبي، في ظل تأخر مستحقاتهم المالية.