مصادر: حفتر يواجه صعوبات في إقناع المرتزقة الأفارقة بترك مواقعها والانسحاب من سرت والجفرة

كشفت مصادر عن بدء قوات عملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر إعادة توزيع تمركز القوات التابعة له في منطقتي سرت والجفرة، لافتة إلى وجود صعوبات في إقناع بعض فصائل المعارضة الإفريقية لترك مواقعها والانسحاب إلى مواقع أخرى في الجنوب.
وأوضحت المصادر، في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد” الممولة من قطر، طالعتها “أوج”، أن “الكتيبة 604” التابعة للكرامة رفضت ترك معسكرها كونها من ذات المدينة، مضيفة أن حفتر يحاول تجاوز مشاكله مع مقاتلي حركات التمرد الأفريقية بسبب رفضها ترك مواقعها في سرت والجفرة قبل تسلم مستحقاتها المالية.
وذكرت إن تحرك حفتر في هذا الاتجاه يأتي ضمن مساعي السلطة الجديدة بالتنسيق مع اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” لتوحيد المؤسسة العسكرية، لكنها استدركت بقولها: “حفتر لا يزال يواجهه صعوبات في هذا الشأن رغم ضغوط من أطراف دولية وإقليمية”.
وأفادت بأن حفتر أوفد نجله صدام في زيارة ميدانية لمدينة سرت، الجمعة؛ للقاء بعض قادة المليشيات التابعة له بالمدينة، موضحة أن زيارة الأخير جاءت متزامنة مع زيارة لوزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، خالد مازن، لمدينة سرت.
ولفتت إلى رغبة معسكر الكرامة بالبدء في إعادة توزيع قواته المتواجدة داخل سرت تجاوبا مع إصرار لجنة 5+5 على إخلاء المدينة من أي وجود عسكري، وتشكيل قوة محدودة التسليح، مؤلفة من عناصر من طرفي الصراع، “الكرامة وقوات غرفة تحرير سرت – الجفرة”؛ لتأمين المدينة بإشراف وزارة الداخلية لتوزيعها في حواجز أمنية، داخل سرت وفي أطرافها، تحددها اللجنة العسكرية.
وفيما تأتي الخطوة ضمن ترتيبات لجنة 5+5 لتنفيذ باقي بنود الاتفاق العسكري الموقع في التمور/أكتوبر الماضي، أوضحت المصادر أن سحب حفتر لقواته من المدينة يأتي كشرط من جانب غرفة تأمين سرت – الجفرة، رغم الصعوبة التي يواجهها في إقناع بعض الأطراف التابعة له.
وكانت مصادر ليبية رفيعة أكدت الشهر الماضي أن لجنة 5+5 اتفقت مع موظفي البعثة الأممية على بدء وصول فرق المراقبين الدوليين، بعد موافقة مجلس الأمن على إرسال فريق مكوَّن من 60 مراقباً دولياً لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.
وأوضحت المصادر، في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد”، طالعتها “أوج”، أن المشاورات بين اللجنة العسكرية وموظفي البعثة الأممية انتهت إلى التوافق على بدء نشر المراقبين الدوليين تدريجاً في عدة مراكز في منطقتي سرت والجفرة بمجرد فتح الطريق الساحلي الرابط بين الشرق والغرب.
وذكرت أن نشر المراقبين يتزامن مع انتشار قوة شرطية ليبية مشكلة من أجهزة أمن الدولة في المنطقتين، كأولى خطوات تنفيذ البنود المهمة في اتفاق وقف إطلاق النار، قبل المضي للخطوات التالية، وأهمها انسحاب قوات طرفي الصراع والقوات الأجنبية والمرتزقة.
وذكرت أن قوات المنطقة الغربية اشترطت انسحاب كامل مقاتلي “الفاغنر” الروسية و”الجنجويد” السودانية من سرت قبل فتح الطريق، فيما لا تزال قيادة عملية الكرامة تتذرع بمخالفات الحرب والألغام المنتشرة على الطريق الساحلي، ما يهدد سلامة المارة من المدنيين.
وأضافت أن عواصم غربية تضغط بقوة على طرفي الصراع، سواء في الشرق أو الغرب للتخلي عن شروطهم لفتح الطريق الساحلي، مرجحة أن يفتح نهاية الماء/مايو المقبل على أقصى تقدير.
ومن جهته، أوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، أنه بينما يستمر وقف إطلاق النار، تلقت البعثة الأممية في ليبيا تقارير عن إقامة تحصينات ومواقع دفاعية وسط البلاد على الطريق الرئيسي بين مدينتي سرت والجفرة.
وأكد أن المقاتلين الأجانب لا يزالون ينشطون في ليبيا، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في التمور/أكتوبر الماضي، داعيا إلى انسحابهم ووضع حد لانتهاكات حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، باعتبار أنها عناصر حاسمة بالنسبة لسلام دائم في ليبيا والمنطقة، على حد قوله.