أوج – رويترز
قلل مسؤولون إيطاليون اليوم الجمعة من شأن تلميحات إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قابل بصدود مساعي رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني لإقناع واشنطن بالقيام بدور أكبر لتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا.
واجتمع جنتيلوني مع ترامب في البيت الأبيض يوم الخميس وأبلغ الصحفيين إنه يسعى إلى الحصول على دعم للمساعدة في التعامل مع البلد الذي انزلق إلى الفوضى بعد استشهاد معمر القذافي في 2011م.
وقال جنتيلوني في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب “الدور الأمريكي في هذا حيوي جدا”. ورد الرئيس الأمريكي على الفور قائلا “أنا لا أرى دورا في ليبيا. أظن أن الولايات المتحدة لديها الآن ما يكفي من الأدوار”.
وقال معلقون إيطاليون إن ترامب نحى جانبا فيما يبدو طلب جنتيلوني للمساعدة. لكن صحفيين تابعوا المؤتمر الصحفي قالوا إن ترامب لم يكن يستمع إلى الترجمة الفورية عندما أدلى جنتيلوني بتعليقه وذكر مسؤول مقرب من رئيس الوزراء الإيطالي إن الاجتماع سار بشكل جيد.
وقال المسؤول “لم يكن هناك أي صدود على الإطلاق” مضيفا أن ثلثي محادثات الاثنين يوم الخميس ركزت على ليبيا.
وكدليل على المشاركة الأمريكية في ليبيا قال مسؤولون إيطاليون إن واشنطن دعت فائز السراج، الذي يرأس ما تسمى حكومة الوفاق المنصبة من الغرب والتي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس، وخليفة حفتر، وهو قائد عسكري بارز في شرق ليبيا، إلى محادثات في العاصمة الأمريكية في وقت لاحق هذا العام.
ولم يصدر تأكيد من واشنطن حتى الآن.
ويقود حفتر، الذي تسانده روسيا ومصر، فصائل في شرق ليبيا. وألقت إيطاليا بتأييدها خلف السراج في الغرب وتحذر من أن الانقسامات قد تؤدي إلى تقسيم ليبيا وهو ما سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة برمتها.
وإيطاليا حريصة بشكل خاص على إعادة السلام إلى ليبيا لأن البلد الواقع في شمال أفريقيا أصبح مركزا لمهربي البشر مع وصول أكثر من نصف مليون مهاجر إلى إيطاليا على مدى السنوات الثلاث المنقضية في سفن متهالكة وقوارب مطاطية.
وقال جنتيلوني في كلمة ألقاها في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن يوم الخميس قبل اجتماعه مع ترامب “حان الوقت لأن تعمل الولايات المتحدة وإيطاليا معا من أجل استقرار الوضع وتوسيع الدعم لحكومة طرابلس ليشمل فاعلين آخرين… تقسيم ليبيا ليس فكرة صائبة. إنه سيكون خطيرا على مصر وخطيرا على تونس وعلى مصالح أوروبا”.
وأضاف أن دول حلف شمال الأطلسي بما في ذلك الولايات المتحدة عليها مسؤولية خاصة تجاه ليبيا قائلا إن تدخلها العسكري في 2011م أدى إلى “التخلص من القذافي” لكنه جلب الفوضى والعنف.
وقال جنتيلوني “كان من الواضح أنه تدخل افتقر إلى رؤية أو منظور للمستقبل”.
وتشعر إيطاليا بقلق من أن الولايات المتحدة ربما تلقي بثقلها في نهاية المطاف خلف حفتر تحت إلحاح من مصر التي تدعم القائد العسكري للتصدي للمتشددين الإسلاميين.