أوج – طرابلس
رأى عضو المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري”، ناجي مختار، اليوم السبت، أنه لا معلومات دقيقة حول ما حدث ليلة أمس في طرابلس، من اقتحام المليشيات لفندق “كورنثيا” المقر المؤقت لمجلس الرئاسة الليبي، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أن هناك اعتراض من قبل مجموعات مسلحة تتبع عملية “بركان الغضب” التابعة للمنطقة الغربية، على بعض قرارات حكومة الوحدة المؤقتة وأداء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.
وشدد مختار في مداخلة عبر فضائية “الحدث” السعودية، تابعتها “أوج”، على أن هناك أزمة ثقة واضحة وأزمة إدارة وصفها بـ”الغائبة” للدولة، لافتا إلى أن عدم قدرة الحكومة على الذهاب إلى مدينة بنغازي، وعدم إقرار الميزانية العامة للدولة من قبل مجلس النواب، وظهور حالة عدم الإجماع الوطني على الحكومة على السطح، كلها عوامل أدت إلى ما حدث ليلة البارحة من اعتراض الجماعات المسلحة على المنقوش وقرار تكليف رئيس المخابرات الجديد.
واستبعد أن يكون المجتمع الدولي بمؤسساته وبخبرائه، يعتقد أن الطريقة التي تم بها تشكيل الحكومة والخطوات السياسية التي اتُخذت كفيلة بإنهاء حالة الانقسام السياسي والعسكري في البلاد، موضحًا أن التطورات الايجابية التي شهدتها ليبيا مؤخرًا، هي خطوة قامت بها الأمم المتحدة من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، للذهاب بها إلى انتخابات 24 الكانون/ديسمبر المُقبل.
وبيّن أن إدارة الدولة وتفعيل مؤسساتها، أمر أخر، معتقدًا أن الحكومة والمجلس الرئاسي، أمامهما الكثير من التحديات التي قد لا يستطيعان إدارتها، على حد تقديره.
ولفت إلى أن الانقسام في ليبيا حاصل في كل شيء، وطال حتى المناصب السيادية في الدولة، والذي يسعى كل من مجلسي النواب والدولة لتوحيدها.
واعتبر أن التجربة حديثة وأن الحكومة لم تحصل على الميزانية بعد، وبالتالي فإن الكثير من المعضلات تطفو على السطح، متوقعًا إذا استمر مجلس النواب في تأخير الميزانية واستمرت حالة الاصطفاف، فإن وضع الحكومة سيكون لا يختلف عن الوضع الذي كانت فيه حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، على حد قوله.
وتقود جماعة الإخوان المسلمين وبعض الأصوات الأخرى التابعة للجماعة الليبية المقاتلة حملة شرسة ضد وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة نجلاء المنقوش بسبب دعواتها المتكررة لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، على رأسهم القوات التركية.
ويتولى المفتي المعين من قبل المجلس الانتقالي السابق الصادق الغرياني حملة ممنهجة ضد وزيرة الخارجية؛ بدعوته أهالي مدينة طرابلس ومقاتلي عملية بركان الغضب بالمنطقة الغربية لقيادة حملة استنكار واسعة ضد الوزيرة وإجبارها على تقديم استقالتها، متهماً إياها بخدمة مشروع يسعى لاحتلال ليبيا.
فيما هاجم “تجمع قادة ثوار ليبيا” المنقوش بسبب تمسكها بضرورة انسحاب القوات الأجنبية وخصوصا التركية من ليبيا، متهما إياها في بيان، بدعم حفتر، محذرا حكومة الوحدة الوطنية من تبعات مما وصفه بـ”المواقف الطائشة”، ملوحا باستخدام السلاح.
وفي خطوة تصعيدية، حاصرت مليشيات مسلحة فندق كورنثيا بطرابلس حيث مقر المجلس الرئاسي، أمس الجمعة؛ للمطالبة بإقالة المنقوش واللواء حسين العايب من رئاسة جهاز المخابرات العامة، بعد يوم واحد من تعيينه.
وطالبت المليشيات التي حاصرت مقر الرئاسي بالإبقاء على عماد الطرابلسي الذي عينه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها فائز السراج، رئيسا لجهاز المخابرات، بالإضافة إلى إقالة المنقوش.