محلل إيطالي: مشاركة حفتر في الانتخابات ستفتح باب الحرب مجددًا.. وروما تحاول لعب ورقة الانتعاش الاقتصادي لليبيا

أوج – روما
نقلت صحيفة “formiche” عن المحلل والباحث الإيطالي داريو كريستياني تأكيده بأن ليبيا تعد الدولة الأهم لبلاده في حوض البحر المتوسط، بالنظر إلى المصالح الاستراتيجية والاقتصادية.
وبحسب تقرير للصحيفة الإيطالية، طالعته وترجمته “أوج”، قلل كريستياني من أهمية الانتخابات الليبية، قائلا: “أنا لا أقول إنها ليست شيئًا مهمًا، أو أساسيًا بالفعل، ولكن ليس من المؤكد أنها الدواء الشافي لجميع الشرور”، مشككا في تقبل الأطراف المتنافسة لنتيجة الانتخابات، على خلفية اندلاع الحرب في 2014م بسبب نتيجة الانتخابات البرلمانية.
وأضاف أن الخطر الأكبر لا يزال يأتي جزئيًا من المنطقة الشرقية، مبينا أنه رغم قبول خليفة حفتر، وقف إطلاق النار بشكل أساسي لصده عسكريًا بعد التدخل العسكري التركي للدفاع عن طرابلس، لكنه ما زل غير مقتنع تمامًا بعدم رغبته في شن هجوم مسلح جديد.
وأشار الباحث الإيطالي إلى عواقب محتملة من مشاركة حفتر في الانتخابات المقبلة، قائلا: “إذا شارك حفتر في الانتخابات، فلن يفوز في الجزء الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد، أي طرابلس، حيث ينظر إليها الكثيرون على أنها شر مطلق، لكنه وقتها لن يقبل النتائج، وسيفتح باب الهجمات المسلحة الجديدة”.
وواصل: “طالما أن حفتر جزء من الوضع، فإن خطر انهيار العملية برمتها بات قاب قوسين أو أدنى، ومن المحتمل أن يشن انقلابا عسكريا، رغمًا عن الجهات الخارجية التي دعمته”.
وأوضح كريستياني أن إيطاليا تحاول لعب ورقة الانتعاش الاقتصادي لليبيا كعامل يمكن أن يدفع الاستقرار، مضيفا أن روما عززت العلاقات والمعرفة بالإطار الاقتصادي والإلمام بالممارسات التجارية في ليبيا التي لا يمتلكها الكثيرون، وعندما توقفت الأسلحة، أكدت على الفور هذه الميزة النسبية، وفقا لقوله.
وأشار إلى عدم استطاعة أي بلد تحديد مستوى المشاركة الاقتصادية للإيطاليين في ليبيا، لافتا إلى الأهمية المركزية التي تتمتع بها شركة “إيني” ليس فقط في قطاع النفط، ولكن أيضًا في النظام الاقتصادي والبنية التحتية الليبي الأوسع.
وذكر أن استخدام الاقتصاد كمضاعف للقدرة على القيام بالسياسة الخارجية هو بالتالي أمر إيجابي للغاية في هذه الحالة، لكن الوضع الداخلي والخارجي في طرابلس وبنغازي يجب أن يؤخذ في الاعتبار، لأنه إذا انهار الاستقرار وعادت الحرب، قد يفشل عامل القوة الإيطالية وهناك خطر التعرض للمحاصرة.
ورأى أن تركيز بلاده بشكل أساسي على الاقتصاد دون إطلاق إجراءات سياسية ودبلوماسية ذات وزن في الوقت نفسه لتسهيل الحوار بين الليبيين ووقف المخربين المحتملين، الخارجي والداخلي، يمكن أن يكون بنفس الخطورة، مطالبا بألا يقتصر التركيز على الاقتصاد فقط.
وينتظر ‏الليبيون ‏إجراء ‏الانتخابات ‏الرئاسية ‏والبرلمانية ‏في ‏‏24 ‏الكانون/ديسمبر ‏المقبل، ‏حسبما ‏حدد ‏أعضاء ‏ملتقى ‏الحوار ‏السياسي ‏بعد ‏جولات ‏واجتماعات ‏مباشرة ‏وافتراضية ‏على ‏مدار ‏شهور ‏خلال ‏الفترة‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏الماضية، برعاية ‏بعثة ‏الأمم ‏المتحدة ‏للدعم ‏في ‏ليبيا‎.‎
واختار ‏أعضاء ‏الملتقى ‏السياسي ‏سلطة ‏تنفيذية ‏جديدة ‏تمهد ‏لإجراء ‏الانتخابات ‏في ‏موعدها ‏المحدد ‏نهاية ‏العام ‏الجاري؛ ‏حيث ‏فاز ‏محمد ‏المنفى ‏بمنصب ‏رئيس ‏المجلس ‏الرئاسي، ‏وعبد ‏الحميد ‏الدبيبة ‏بمنصب‏‏ ‏رئيس‏ ‏الوزراء ‏بالسلطة ‏التنفيذية ‏الليبية، ‏إضافة ‏إلى ‏موسى ‏الكوني ‏وعبد ‏الله ‏اللافي ‏كعضوين ‏بالمجلس ‏الرئاسي، ‏بعد ‏فوز ‏قائمهم ‏في ‏تصويت ‏أعضاء ‏الملتقى ‏السياسي.‏