أوج – طرابلس
أبدى عضو المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري” وأحد أعضاء الملتقى السياسي، عبدالقادر الحويلي، عدم تفاؤله بمخرجات مؤتمر برلين 2 الذي تستضيفه الخارجية الألمانية في 23 الصيف/يونيو المقبل.
وقال الحويلي، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، طالعتها “أوج”، إن كل طرف يسعى لتأمين مصالحه عبر اتفاق جديد، لكن الأزمة الحقيقية أنهم مستمرون بخلافاتهم وتضارب مصالحهم، وبالتالي لا يتوقع أن ينجح المؤتمر في إيجاد حل توافقي قد يثمر عن معالجة للانسداد السياسي الراهن.
وأضاف أن الليبيين كانوا يتطلعون إلى دعم المؤتمر لخطوات توحيد المؤسسة العسكرية؛ إلا أن ذلك بالطبع يصعب الوصول إليه في ظل استمرار التدخلات الخارجية السلبية والتي تترجم عمليًا بالصراع المحتدم بين شركات النفط العالمية، على حد قوله.
وأوضح أن الحالة الوحيدة التي يمكن عبرها إنقاذ “برلين 2” من الفشل، وأن تكون له تأثيرات إيجابية على الوضع الليبي، تكمن في إيجاد توافق بين روسيا وتركيا، متابعا: “لكن كما يبدو هناك محاولة من حلف الناتو لتوريط تركيا ودفعها لمواجهة روسيا فوق أراضينا”.
وأفاد بأن “الناتو”، ربما منح تركيا، حتى قبل انعقاد اجتماعه الأخير، الضوء الأخضر لاستخدام القوة ضد عناصر “فاغنر” الروسية بليبيا، ما يتضح في زيارة الوفد التركي الذي ضم وزراء الدفاع والخارجية والداخلية للعاصمة طرابلس مؤخرا، قائلا: “تنفيذ ذلك فعليا، سيعد خطوة غير حكيمة من الأتراك، وستُظهرهم كأداة للولايات المتحدة في ليبيا”.
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية، أكدت، قبل أيام، أن الوزير هايكو ماس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعيا الدول والمنظمات المشاركة في مؤتمر برلين للاجتماع في النسخة الثانية من المؤتمر يوم 23 الصيف/يونيو، بمشاركة حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
وأضافت في تصريحات نقلها موقع berliner-sonntagsblatt، طالعتها وترجمتها “أوج”، أن “برلين 2” يهدف إلى تقييم التقدم المحرز في تهدئة الأوضاع في ليبيا منذ مؤتمر برلين ليبيا في 19 آي النار/يناير 2020م، مشيرة إلى التركيز على الخطوات التالية نحو تحقيق الاستقرار المستدام في البلاد.
وأوضحت أن المؤتمر سيناقش الاستعدادات للانتخابات المقرر إجراؤها في 24 الكانون/ديسمبر، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا على النحو المتفق عليه في وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى مناقشة توحيد قوات الأمن الليبية.
ويهدف المؤتمر إلى تقييم التقدم المحرز في تهدئة الوضع في ليبيا منذ مؤتمر برلين المنعقد في 19 آي النار/يناير 2020م، وللمرة الأولى، ستشارك حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في المؤتمر.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.