رأى وكيل وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ السابقة، محمد النعاس، وجود صعوبة في إمكانية إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا قبل موعد الانتخابات المقررة في 24 الكانون/ديسمبر المقبل.
وأوضح النعاس في مداخلة هاتفية مع برنامج “الحصاد” المذاع على قناة “ليبيا بانوراما” تابعتها “أوج”، أن الخطة التي أقرتها اللجنة العسكرية 5+5 تتحدث عن شقين، الأول “القوات الأجنبية”، والثاني “المرتزقة”، متسائلًا: “هل هناك إحصائيات دقيقة ومعلومات استخبارية حول عدد المرتزقة وأماكن تواجدهم، وهل حددوا آلية خروجهم والجنسيات التي تتكون منها وآلية التعامل معاهم”.
وأشار إلى عدم وجود تعريف دقيق حتى هذه اللحظة للقوات الأجنبية، معتبرًا وجود القوات التركية في ليبيا قانوني وتم بموجب اتفاقية تعاون بين الدولتين.
وتساءل: “هل تمتلك لجنة 5+5 صفة الإلزام لكي تتمكن من إخراج القوات النظامية الجوية والبرية الروسية المتمركزة في المنطقة الوسطى، وهل يتنازل حفتر عن هذه القوات ويصبح آمنًا بدونها ونحن نعلم أن حفتر وقوات الكرامة في حماية هذه القوات؟”.
ونوه النعاس إلى أن لجنة 5+5 أكدت في بيانها أنها تعتمد على تفاعل الأطراف الدولية، قاصدة بذلك الأطراف المهيمنة على الملف الليبي “أمريكا وروسيا”، متسائلًا “هل ستتفق أمريكا مع روسيا على مغادرة قواتها من ليبيا؟”.
ونفى النعاس وجود تفاصيل فنية دقيقة للخطة التي وضعتها اللجنة، مؤكدًا أن وجود المرتزقة وأعدادها ليس المهم، وأن جوهر الأزمة يكمن في وجود القوات الروسية الضاربة والمقاتلة، وكذلك وجود الأسراب في طبرق التي سبق وأن قتلت 30 شابا ليبيا على مشارف سرت، وأوقفت الحرب.
وذكر أن أعداد المرتزقة لا يتخطى الـ20 ألفا وهناك من أهم أخطر منهم على سبيل المثال وجود 2 مليون أفريقي يستهلكون العملة الصعبة وينشرون الأمراض والجرائم في ليبيا، على حد قوله.
وطالب النعاس بضرورة توضيح الخطة والخلفيات وما وراء السطور، مبينًا أن الجانب الدولي هو المتحكم في الملف، وأقصى حدود للجنة العسكرية هو وضع خطة نظرية تقترحها وتحولها إلى بعثة الأمم المتحدة لعرضها على الدول الفاعلة لتقرر الموافقة عليها أم لا.
وذكر النعاس أن هناك اتفاقا بين الولايات المتحدة وتركيا لتحجيم دور حفتر وطرده من طرابلس، لذلك لا يمكن أن تسمح أمريكا بأن تنسحب تركيا وتبقى القوات الروسية، زاعما أن تركيا بذلت مجهودات كبيرة فى التوفيق بين أمريكا وروسيا في حلحلة الملف الليبي ولكنها فشلت في ذلك.
وقال إن روسيا قد توافق على سحب “الفاجنر” ولكنها لن توافق على سحب قوتها الجوية الموجودة في قاعدة الجفرة، متوقعًا أمان المنطقة الشرقية في حال مغادرة تلك القوات إلى موسكو.
واختتمت لجنة 5+5 اجتماعاتها في جنيف، أمس الجمعة، وأصدرت بيانا أعلنت فيه أنها استكملت إعداد خطة عمل لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا بشكل تدريجي ومتزامن ومتوازن.
وأعربت في البيان الختامي أن “جاهزية المراقبة محليا ودوليا لاتفاق وقف إطلاق النار ضرورية قبل البدء بتنفيذ خطة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب”، مضيفة أنها ستتواصل مع الأطراف المعنية محليا ودوليا، لدعم تنفيذ الخطة واحترام السيادة الليبية.
وكان مصدر أمني مطلع على الأوضاع في ليبيا قد أكد في وقت سابق أن هناك ضغوطا أمريكية وأوروبية تُمارس على بعض الدول المتورطة في إرسال مرتزقة إلى ليبيا، لإجبارها على سحبهم قبل موعد الانتخابات المقررة في الكانون/ديسمبر المقبل.
ورفض المصدر في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” الإماراتي، طالعتها “أوج”، إعطاء مزيد من التفاصيل عما يتردد عن وجود اتفاق لسحب المرتزقة، موضحا أن الملف الليبي سيشهد تطورا كبيرا قبل موعد الانتخابات، خاصة في ملف المرتزقة السوريين أصحاب التواجد الأكبر في ليبيا.
وكانت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة المؤقتة، نجلاء المنقوش أعلنت خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الكويتي، خروج مجموعة من المقاتلين الأجانب من ليبيا، واصفة عملية خروجهم بأنها بداية بسيطة جدا.
ولا تزال تشهد ليبيا تواجدًا كبيرًا للمرتزقة والمقاتلين الأجانب الذين جلبتهم حكومة الوفاق المنتهية ولايتها وقوات عملية الكرامة، رغم توقيع اتفاق إطلاق النار في جنيف خلال شهر التمور/أكتوبر الماضي، والذي أعطى مهلة 3 أشهر لخروجهم، إلا أن المهلة انتهت دون تنفيذ.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.
وسوم: الانتخابات الليبيةالقوات الأجنبيةخروج المرتزقةروسيا وتركياقوات الفاجنرلجنة 5+5