أوج – لندن
أفادت وكالة “رويترز” أن الشركات المصرية تتطلع إلى إحياء الأعمال في ليبيا حيث تبدأ حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة العمل لإعادة بناء الدولة على أعتاب مصر، وذلك بعد أن مزقها عقد من القتال والفوضى.
وذكرت الوكالة البريطانية، في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، أنه قبل عام 2011م، عندما انزلقت ليبيا إلى الصراع، كانت الدولة المنتجة للنفط سوقًا مربحة للمصدرين المصريين وشركات المقاولات والعمال، وكانت جذابة بشكل خاص للشركات العاملة في مجال الأغذية والبناء.
وأضاف أنه مع تشكيل حكومة الوحدة المؤقتة بدعم من الأمم المتحدة، تبحث الشركات المصرية عن فرص إعادة الإعمار لتحقيق العودة، على الرغم من أن المسؤولين التنفيذيين يقولون إن القضايا الأمنية واللوجستية، إلى جانب الاقتصاد الهش، لا تزال تمثل عقبات.
ولفت إلى أن المنتجات الغذائية المصرية متاحة بالفعل على نطاق واسع في المتاجر الليبية، حيث بلغت الصادرات 55 مليون دولار في الربع الأول من هذا العام.
ونقل عن رئيس مجلس إدارة “إيديتا” للصناعات الغذائية ورئيس مجلس تصدير الأغذية المصري هاني برزي، قوله إن مثل هذا المستوى أقل بكثير من الإمكانات المتوقعة، موضحا: “يجب أن تكون أعلى بثلاثة أضعاف، ليبيا هي أقرب سوق لمصر، يجب أن نتحكم في هذا السوق”.
ونقل عن رئيس المجلس المصري لتصدير مواد البناء وليد جمال الدين، قوله إن ربع واردات مواد البناء الليبية قبل عام 2011م، كانت تأتي من مصر، وهو مستوى قال إن مصر يمكن أن تتوقع استرداده مع انتعاش السوق الليبي.
ونوه بأن ليبيا العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والبالغ عدد سكانها حوالي 7 ملايين نسمة، كانت ذات يوم عامل جذب رئيسي للعمال المهاجرين من مصر، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 مليون نسمة.
وأشار إلى أن عشرات الآلاف من المصريين المغتربين فروا بعد 2011م، مع انزلاق ليبيا في حالة من الفوضى.
ووفقا للتقرير، قال حمدي إمام من غرفة تجارة القاهرة، إن السلطات الليبية تعمل على نظام تأشيرات جديد للعمال يعتمد على المهارات، في خطوة قد تشهد عودة المهاجرين بأعداد كبيرة مرة أخرى، مما يولد تحويلات جديدة لمصر.
فيما قال كمال الدسوقي بقسم مواد البناء باتحاد الصناعات المصرية، إن ليبيا تعد بالفعل أكبر سوق تصدير لمصر في إفريقيا لمواد عزل المباني وثاني أكبر سوق لها لصادرات الرخام، مؤكدا “نطمح لهذا لجميع القطاعات الأخرى”.
وذكر التقرير أن بوادر الانتعاش الاقتصادي في ليبيا بدأت في الظهور، ناقلا عن رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية في مصر شريف الصياد، قوله إن الصادرات المصرية من المنتجات الهندسية، مثل الأجهزة المنزلية، ارتفعت بنسبة 45٪ إلى 19.5 مليون دولار في الربع الأول من العام الماضي.
وتطرق التقرير إلى السلام في ليبيا مؤكدا أنه لا يزال هشا، حيث تواجه الحكومة المؤقتة مهمة ضخمة تتمثل في سد الانقسام العميق الذي فتح بين شرق ليبيا وغربها، فضلاً عن تخفيف حدة الخصومات القبلية.
وبين أن ليبيا تستعد للانتخابات المقرر إجراؤها في نهاية العام الحالي 2021م، مما يترك القليل من الوقت لوضع خطة الانتعاش الاقتصادي، بحسب التقرير.
ومن ناحيته، قال مدحت ستيفانوس من شركة تيتان للأسمنت بمصر، إن خطط ومشاريع إعادة الإعمار في ليبيا لم يتم توضيحها بعد، مشيرا إلى أن الأسمنت لا يزال يتم تصديره إلى ليبيا لكنه يواجه تكاليف نقل عالية.
وذكر التقرير أن الشركات المصرية قد تضطر، إلى جانب التحديات اللوجستية، إلى مواجهة منافسة قوية عندما يكتسب الانتعاش زخمًا، خاصة في غرب ليبيا، الجزء الأكثر كثافة سكانية في البلاد.
ولفت إلى أن مصر والإمارات دعمتا قوات شرق ليبيا خلال الصراع، فيما دعمت قطر وتركيا، اللتان قال إنهما تتنافسان مع المصريين في قطاع البناء والأغذية ومصدرين آخرين في أسواق الشرق الأوسط، الفصائل الغربية المتمركزة في العاصمة طرابلس.
ورأى أن القاهرة تسعى الآن لبناء علاقات مع حكومة طرابلس المؤقتة وتستعد لإعادة فتح سفارتها هناك.
ونقل عن برزي من شركة “إيديتا فود” قوله إن الجهود الدبلوماسية إيجابية، لكن على السلطات أيضًا مساعدة المصدرين المصريين على التغلب على العقبات التي يواجهونها في ليبيا، مثل مخاطر سعر الصرف.