اعتبر عضو المجلس الانتقالي السابق، المختار الجدال ما حدث يوم الجمعة الماضي باعتداء المليشيات على مقر المجلس الرئاسي في طرابلس، مشهد متكرر منذ سبع سنوات.
وأوضح الجدال، في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، رصدتها “أوج”، أنه خرج من بيته في طرابلس بسبب المليشيات، كما أن الحكومة الانتقالية غادرت طرابلس أيضا في 2014م نتيجة سطوة الجماعات المسلحة الخارجة على القانون.
وقال: “لا جديد يذكر، بل مشاهد قديمة يعاد تكرارها في كل حكومة ومجلس رئاسي، مشاهد لعبة فتاوى المفتي، واستجابات المليشيات، ما نقص من المشهد سوى الملابس الداخلية”.
وأضاف أن خروج المليشيات ومحاصرة “الرئاسي” كان على خلفية تصريحات وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة نجلاء المنقوش بخصوص خروج القوات التركية ومرتزقتها، الحليف الفعلي للمليشيات، بحسب قوله.
وأكد أن رسالة المليشيات تتضمن إبقاء القوات التركية وعدم المساس بالاتفاقيات معها، قائلا: “شخصيا مع المنقوش في خروج المرتزقة وقوات الدول بكل ألوانها وأطيافها، ولكني مازلت أشك في نواياها”.
واستبعد انصياع المجلس الرئاسي لمطالب المليشيات باستبعاد اللواء حسين العايب من رئاسة جهاز المخابرات، لكنه في الوقت ذاته، توقع خضوع رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة لمطالب الجماعات المسلحة بدعوة المنقوش للاستقالة.
واستنكر بيان الناطق الرسمي باسم المجلس الرئاسي نجوى أوهيبة، التي بررت ماحدث بأن اليوم جمعة، والهجوم كان على فندق، وليس على الرئاسي.
وفي سياق متصل، أعرب الجدال عن رفضه لزحام المواطنين أمام المصارف بسبب نقص السيولة، لاسيما مع اقتراب العيد، قائلا: “ذهبت وعود الحكومة أدراج الرياح في حل الأزمة”.
وفي سياق آخر، أوضح أنه دُعي الجمعة الماضية لحضور عرض الفيلم الوثائقي عمن وصفه بالفهد الأسمر المرحوم الفريق ونيس أبوخمادة آمر القوات الخاصة الصاعقة السابق، قائلا: “حضر الجميع تكريما للفقيد ولكن غابت الكهرباء فغيرت المشهد، شكرا لكل من ساهم في إنتاج الشريط حتى ولو لم نشاهده”.
وتقود جماعة الإخوان المسلمين وبعض الأصوات الأخرى التابعة للجماعة الليبية المقاتلة حملة شرسة ضد وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة نجلاء المنقوش بسبب دعواتها المتكررة لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، على رأسهم القوات التركية.
ويتولى المفتي المعين من قبل المجلس الانتقالي السابق الصادق الغرياني حملة ممنهجة ضد وزيرة الخارجية؛ بدعوته أهالي مدينة طرابلس ومقاتلي عملية بركان الغضب بالمنطقة الغربية لقيادة حملة استنكار واسعة ضد الوزيرة وإجبارها على تقديم استقالتها، متهماً إياها بخدمة مشروع يسعى لاحتلال ليبيا.
فيما هاجم “تجمع قادة ثوار ليبيا” المنقوش بسبب تمسكها بضرورة انسحاب القوات الأجنبية وخصوصا التركية من ليبيا، متهما إياها في بيان، بدعم حفتر، محذرا حكومة الوحدة الوطنية من تبعات مما وصفه بـ”المواقف الطائشة”، ملوحا باستخدام السلاح.
وفي خطوة تصعيدية، حاصرت مليشيات مسلحة فندق كورنثيا بطرابلس حيث مقر المجلس الرئاسي، الجمعة؛ للمطالبة بإقالة المنقوش واللواء حسين العايب من رئاسة جهاز المخابرات العامة، بعد يوم واحد من تعيينه.
وطالبت المليشيات التي حاصرت مقر الرئاسي بالإبقاء على عماد الطرابلسي الذي عينه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها فائز السراج، رئيسا لجهاز المخابرات، بالإضافة إلى إقالة المنقوش.