أوج – نيويورك
اتهم المبعوث الأممي لدى ليبيا، يان كوبيش، خليفة حفتر بمنعه حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، من بسط نفوذها وسيطرتها على كل الأرجاء الليبية.
وأوضح كوبيش خلال كلمته بجلسة مجلس الأمن بشأن ليبيا، تابعتها “أوج” أنه خلال زيارته الأخيرة إلى ليبيا، حيث أجرى مشاورات مع مجموعة كبيرة من الأطراف الفاعلة، لإقناعهم بالمحافظة على المسار المؤدي إلى انتخابات برلمانية ورئاسية وطنية شاملة وحرة ونزيهة في شهر الكانون/ ديسمبر، وإحراز تقدم في ذلك.
وتابع قائلاً: “جدد جميع من تحاورت معهم تقريبًا تأكيد التزامهم بإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر، غير إنني أخشى أن العديد منهم ليسوا مستعدين للمضي قدمًا في ترجمة أقوالهم إلى أفعال، وقد ذكّرت الجميع بمطالب وتوقعات الأغلبية الساحقة من الشعب الليبي والمجتمع الدولي لإجراء الانتخابات في موعدها، وهو أمر ضروري لاستكمال التحول الديمقراطي في ليبيا وتجنب العودة إلى النزاع والعنف والفوضى”.
ولفت إلى أنه كان من المفترض أن تكون القاعدة الدستورية للانتخابات قد أقرت الآن، غير إن مجلس النواب، وللأسف، وهو الجهة المفوضة بذلك بالتشاور مع المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري”، لم يتخذ أي إجراء بعد، وفي الأسبوع الماضي، تم تشكيل لجنة جديدة من مجلس النواب لإعداد قوانين الانتخابات اللازمة لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر وطلبت دعم الأمم المتحدة.
وأكد أنه طالب رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، بالتشاور مع رئيس المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري”، خالد المشري، بما يتسق والاتفاق السياسي الليبي، بالتأكد من وجود الأساس القانوني والدستوري لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر، وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2570 ومخرجات مؤتمر برلين الثاني وخارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي.
وتحدث عن أنه قام بعقد اجتماع افتراضي لملتقى الحوار السياسي الليبي في أواخر شهر الماء/مايو، للنظر في مسودة القاعدة الدستورية التي أوصت بها اللجنة القانونية المنبثقة عن الملتقى ومعالجة القضايا الرئيسية، التي لم تتوصل اللجنة إلى حل بشأنها.
واستدرك بقوله: “من بين القضايا العالقة التي أثارها أعضاء الملتقى أنفسهم ما إذا كان ينبغي إجراء الانتخابات الرئاسية من خلال التصويت المباشر للشعب أو بشكل غير مباشر عبر البرلمان؛ وما إذا كان ينبغي إجراء الاستفتاء على مسودة الدستور الدائم أولاً، حتى كشرط مسبق لإجراء انتخابات رئاسية مباشرة؛ وما الذي ينبغي أن تكون عليه شروط الترشح للمرشحين، وبالأخص لمنصب الرئيس، ومدى أهلية العسكريين وحاملي الجنسية المزدوجة وبأية شروط؛ ومسائل تتعلق بتمثيل المكونات الثقافية”.
وذكر أن اجتماع الملتقى المنعقد في الماء/مايو لم يتمكن من حل هذه المشكلات، وأصرّ المجتمعون على إن الاجتماع الشخصي ضروري للتفاوض على حل وسط، وعُقد هذا الاجتماع في جنيف بدعم من سويسرا في 28 الصيف/ يونيو ولغاية 2 ناصر/يوليو.
وبناء على طلب بعض أعضاء الملتقى، وعقدت البعثة اجتماعًا للجنة الاستشارية المنبثقة عن الملتقى في العاصمة التونسية في الفترة من 24 إلى 26 الصيف/يونيو بهدف التحضير للجلسة العامة للملتقى في جنيف وذلك عبر وضع خيارات لجسر هوة الخلافات حول القضايا العالقة.
واستمر: “توصلت اللجنة الاستشارية إلى إجماع واسع النطاق حول مقترح توافقي سعى إلى معالجة مخاوف مختلف الفئات، والمجموعات ذات المصالح داخل الملتقى، وتم عرض هذا المقترح خلال اجتماع ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف”.
وكشف أنه اتضح في جنيف أن أعضاء الملتقى منقسمون إلى تكتلات مختلفة ومجموعات ذات مصالح مختلفة بانتماءات مختلفة، وأصرت الكتل المختلفة على مواقفها المتخندقة التي انعكست في مقترحاتها، ولم يتمكن الملتقى ولم يرغب في التوصل إلى اتفاق حول مقترح نهائي لقاعدة دستورية للانتخابات.
وأردف: “بسبب إخفاق المؤسستين الدستوريتين وملتقى الحوار السياسي الليبي، أصبح الوضع في ليبيا أكثر صعوبة وأكثر صدامية وتوترًا، حيث تقف المصالح المؤسسية والسياسية والفردية حائلاً دون الاتفاق على الإطار القانوني كشرط مسبق لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021 وذلك وفقًا لما اتفق عليه ملتقى الحوار السياسي الليبي في خارطة الطريق، التي أقرها مجلس الأمن الدولي، كما إن قوى الوضع الراهن القديمة والجديدة تستخدم أساليب متنوعة وحججًا مشروعة في الغالب تُفضي إلى نتيجة واحدة فقط- وهي عرقلة إجراء الانتخابات، وقد أسماهم سلفي الذي كان لديه تجربته الخاصة مع الأساليب المماثلة بالمعرقلين، وهو وصف صحيح بالنظر لتأثير نهجهم ومناوراتهم”.
وتحدث عن أنه تواصل البعثة تيسير الجهود الرامية إلى إيجاد أرضية مشتركة، بما في ذلك من خلال عمل لجنة التوافقات التي شكلها الملتقى، والتي سوف تجتمع يوم غد، وأيضاً عبر تواصلي شخصياً مع القادة السياسيين وغيرهم في ليبيا.
وأكد أنه طُلب من البعثة والمفوضية الوطنية العليا للانتخابات تقديم المشورة للجنة التي شكلها مجلس النواب، مضيفًا: “نحن على استعداد للقيام بذلك بهدف تسهيل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر مع اتخاذ خارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي ومقترح اللجنة القانونية كمرجع لنا، وتعتزم هذه اللجنة الاجتماع الأسبوع المقبل في إيطاليا”.
وأتم بقوله: “نستهدف في البعثة الأممية تكثيف تواصلنا مع المجتمع المدني بما في ذلك شريحة النساء والشباب في البلاد، وتعتزم قيادة البعثة إشراكهم في حوار رقمي، وهو أمر اعتمدته البعثة في السابق”.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.