أوج – طرابلس
رأى عضو مجلس العلاقات الليبية الأمريكية عماد الدين المنتصر، أن تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، بأن ترشح الدكتور سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية يُعد مشكلة لكل العالم، له علاقة بالمستجدات على الساحة العالمية، لاسيما ما يحدث في أفغانستان.
وزعم المنتصر، في مداخلة هاتفية عبر الفيديو لقناة “ليبيا الأحرار”، تابعتها “أوج”: “الولايات المتحدة تتخوف من تكرار سيناريو عودة سيطرة حركة طالبان على أفغانستان في الحالة الليبية، ما سيضع الإدارة الأمريكية محل اتهام خصوصا أنها دعمت ثورة فبراير، وتسمح اليوم بعودة النظام السابق” – على حد قوله.
وحول الادعاءات بأن روسيا تدعم سيف الإسلام، قال إنه لا يعتقد أن موقف أمريكا الأخير بشأن سيف له علاقة بروسيا أو الملف الحقوقي، معتبرا أن الموقف الأمريكي ينسجم مع نظيريه المصري والإماراتي اللذين لا يريدان عودة النظام الجماهيري مرة أخرى.
وأضاف: “إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة بالفعل بتطبيق القانون والديمقراطية، فعليها أن تتجه أولا إلى جرائم خليفة حفتر والتي مازالت تدعمه حتى الآن وترى له دورا سياسيا وعسكريا في ليبيا”.
وتابع قائلا: “السياسة الخارجية الأمريكية لا تعتمد على مبادئ سامية يمكن من خلالها الوصول إلى القرارات الصحيحة في ليبيا، بل على العكس هي سياسة مترددة ومتذبذبة تعتمد إلى حد كبير على الرأي الإماراتي والمصري والسعودي”.
ورأى أن هناك تناقضا حول تصريحات هود بشأن سيف الإسلام وموقف الولايات المتحدة تجاه حفتر الذي يعبر عن السياسية المصرية والإماراتية والتي تتحكم حتى الآن بالسياسة الأمريكية تجاه ليبيا، معتبرا تصريحات هود متذبذبة وليس لها وقع كبير ومؤثر بسبب التناقض في المواقف الأمريكية.
وانتقد ما اعتبره “تراخيا” في الموقف الأمريكي تجاه التواجد الروسي في ليبيا بزعم أنه شأن ليبي داخلي، في حين أنها لم تتورع في التأكيد على رفض سيف الإسلام ووضعه على قائمة العقوبات الدولية، وتتجاهل أشخاص آخرين مثل حفتر.
وفيما يخص القضايا المدنية المرفوعة على حفتر في أمريكا، قال إنها وصلت إلى مرحلة “الاكتشاف” أي تبادل الأطراف كل المعلومات الموجودة لديها وتعطيها للطرف الآخر للاطلاع والدراسة تمهيدا لأخذ شهادات الشهود.
وأفاد بأن أحد المحامين في القضايا الثلاث طلب من المحكمة بأن يكون استجواب حفتر خلال الشهر الحالي، مستبعدا حسم القضايا المرفوعة على حفتر في الولايات المتحدة قبل الانتخابات المقبلة إذا أجريت في موعدها 24 الكانون/ديسمبر.
وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، ادعى في مقابلة مع قناة “الحرة” الأمريكية، الخميس، بأن سيف الإسلام القذافي واحد من “مجرمي الحرب”، وأن ترشحه للانتخابات الليبية يُعد مشكلة لكل العالم.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.