أوج – بنغازي
أكد السفير السابق في السويد ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الليبي للأمازيغ، إبراهيم قرادة، أنه من حق الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي، كمواطن أن يتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية، قائلاً: “من لا يريده يمكنه أن يجادله أو ينافسه أو يتخاصم معه كغريم سياسي في الانتخابات”.
وأوضح قرادة في تصريحات عبر فضائية “الوسط”، تابعتها “أوج” أنه في رأيه الشخصي سواء صُدق موضوع ترشح الدكتور سيف الإسلام أو لم يُصدق، يجب أن نتفاعل مع هذا الحدث، قائلاً: “لأنه في قناعاتي حدث رئيسي في ليبيا يفتح المجال لديمقراطية، تختار حكامها عبر الصندوق الانتخابي”.
وتابع: “هذا المبدأ يُعطي كل مواطن ليبي الحق في الترشح، بدلاً من أن نأتي بالقيود السياسية أو القانونية أو الاجتماعية، التي تمنع ترشحه”، معتبرًا أن ما يمنع ترشح الدكتور سيف الإسلام حتى الآن، هي قيود سياسية بامتياز، لأن القوانين تحركها السياسة، وأن الأزمة برمتها تحتاج إلى معالجة سياسية تامة سواء في مسألة ترشح سيف الإسلام أو غيرها.
ولفت إلى أن ليبيا عليها الآن أن تُركز على المصالحة وجبر الضرر، خاصة وأن البلاد بات بها حاليا 3 ركائز أو كتل سياسية، وهم تيار فبراير، وتيار ثورة الفاتح من أنصار النظام الجماهيري، وتيار الكرامة من أنصار خليفة حفتر.
وأضاف: “كل تيار يدعي أنه يمثل الشعب، ولكن بدون انتخابات أو صندوق، وهو ما ينبغي أن نرتكن عليه لنتخلص من هذه الحلقة الجهنمية المفرغة التي ندور حولها وتقودنا من صراع إلى صراع”.
وتحدث عن أن الأزمة في ليبيا أن الشريحة السكانية في ليبيا التي عمرها من 20 إلى 40 تشكل 34% أو 35% من السكان، وأنهم كانوا قبل 10 سنوات أطفالاً أو مراهقين، في مقابل الشريحة الأخرى الأكبر سنًا من 41 إلى 65 التي تشكل 25% فقط، والتي لا تستطيع أن تحجر على آراء الـ35% الأصغر منها سنًا، مضيفا “نحن بحاجة لأن نفكك الألغام وننزع الأشواك، حتى نمضي إلى المستقبل”.
وأكد أن النظام الجماهيري ليس كتلة واحدة، فهو من لحظة ومن قبل انطلاق فبراير، كان هناك الحرس القديم والحرس الجديد، وأن الحرس الجديد كان يقوده الدكتور سيف الإسلام.
ثم تحدث عن ترشح الدكتور سيف الإسلام بقوله: “الإرادة السياسية لا تقوم على الرغبة فقط، بل تقوم على الرغبة والقدرة والاستطاعة، فمن الممكن أن تكون لديك رغبة ولكن ليس لديك قدرة أو استطاعة، نحن أن نريد أن نبذل المستطاع، وكتلة النظام السابق ليست واحدة فهناك من ذلك الحرس من هم حاربوا مع فبراير، ومنهم من هم موجودين في حكومة الوحدة المؤقتة، ومنهم موجودين في تيار الكرامة، كأي فكر سياسي هذا طبيعي، وعلينا أن نتقبله”.
وأضاف: “إذا كان سيف الإسلام أو غيره يرغب في الترشح علينا أن نترك المجال للرأي العام، ليقول وجهة نظره، مع ضرورة تقديمه الاعتذار عن الأخطاء السابقة، وهو الأمر الذي يفتح المجال أمام المصالحة، بعكس بعض المتشنجين في النظام السابق الذين لا يرغبون في تقديم التنازلات للشعب، الذي عانى طول السنوات العشر الماضية والسنوات التي قبلها”.
واستمر: “نحتاج إلى تفكيك الألغام واستحداث خطاب جديد لأننا مسؤولين أمام الأجيال الشابة، وعندنا حاليًا مسار انتخابي، فالناجح سينبغي أن يكون محققًا لكتلة انتخابية واجتماعية في الشرق والغرب الليبي، وأن يُقنع أهل فبراير وأن تقنع أهل سبتمبر وباقي الليبيين وعدم دفن رؤوسهم في الرمال”.
وتطرق عن دلالات احتمالية ترشح سيف الإسلام بقوله إن هذا مؤشر جيد، وتنبيه للجميع وللمجتمع الدولي والخمس الكبار بضرورة أن نبحث عن حل كفبرايريين بدلاً من أن يكون النظام السابق هو الخيار للشعب، وأن يدرك الجميع أن تيار الكرامة يسعى أيضا لإقناع الليبيين بنفسه.
وانتقل بالحديث عن العدالة الانتقالية قائلاً: “المجتمع الدولي عنده كاتالوج وأجندة جاهزة للعدالة الانتقالية، لكن ما يسري في رواندا لا يسري في أيرلندا الشمالية ولا يسري في ليبيا وهكذا، والمشكلة أن المجتمع الدولي يمارس أستاذية في دائرة مغلقة، فجميعنا شاهدنا كيف أن بريكست أخذ 4 سنوات بالتفاصيل حتى تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو يريد أن يحل أزمة ليبيا في مؤتمر يقيمه عن بعد وكأنه يضع يده على حلول سحرية، وهذا لن يحدث”.
وأردف: “الأزمة أن الطبقة السياسية استمرت في هذا الوضع، بدلا من التحاور مع جميع أطياف المجتمع وليس التحاور في الفنادق، لأن الشعب الليبي هو المهم، ليس المهم رأي المجتمع الدولي فينا بل الشعب هو المهم”.
وأكد أن أي شخص غير متورط في الإرهاب أو الإجرام المنظم، لا ينبغي عليه أن يخجل في سبيل بلده وخدمة بلده، مضيفًا أنه لا يهتم بالقوالب، والتاريخ الوحيد الذي يمكننا أن نتمسك به هو 24 ديسمبر، لأنه في حالة لم تتم سيكون أمامنا كابوس حقيقي.
وطالب بعدم استبعاد أي أطياف سياسية من أي حوار في ليبيا، مضيفا: “لا يمكن مثلاً أن ينعقد حوار في اليمن يُستبعد منه الحوثيين أو ينعقد حوار في لبنان تستبعد منه حركة أمل، لكن هناك من يحاولون منعنا من عبور الأزمة”.
وأتم بقوله “لا يمكن أن نفصل القانون أو القواعد على الأشخاص والدستور أيضا، يجب أن يكون هناك قواعد عامة وواسعة للكل، وبعدها تبدأ الاستثناءات، ومن حق كل مواطن ليبي الترشح للرئاسة، وعلى كل تيار من التيارات الثلاث أن يتقدم للشعب الليبي ويتنافسوا بشكل عادل ونرى من سيفوز ويختاره الشعب الليبي، ولكن إذا ظللنا نفصل في القوانين والانتخابات لن نتقدم في شيء لمصلحة الشعب الذي عانى لنصف قرن”، مضيفا أن أزمة ليبيا هي عدم قبول الآخر، بقوله “هل يمكن تعليق صورة سيف الإسلام في يفرن، أو تعليق صورة حفتر في مصراتة، هذه أسئلة جوهرية تحتاج إلى إجابات”.