قرادة: ‏القذافي تخلى عن كل الوظائف السياسية واحتفظ ‏بمنصب القائد الأعلى لأنه واقعيًا هو ‏رأس الدولة السياسي

أوج – طرابلس
رأى السفير السابق في السويد ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الليبي للأمازيغ، إبراهيم قرادة، أن ترقية خليفة حفتر لرئيس أركان الكرامة عبد الرزاق الناظوري إلى رتبة “فريق أول ركن”، وترقية الأعضاء الخمس الذين يمثلونه في لجنة 5+5 المناط بها التوحيد الفني للمؤسسة العسكرية إلى رتب “فريق”، خطوة معقدة سياسيًا، متسائلاً ما إذا كان لها هدف أو تداعيات.
وتساءل، في تدوينة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، رصدتها “أوج”: ما هو تأثيرها على عمل 5+5 والعملية الانتخابية، وكيف سيقرأها الفرقاء المحليون والدوليون، ومن ذلك لقاء برلين القريب؟.
وأضاف أنه بحكم واقع وجود جيشين أحدهما في الغرب والآخر في الشرق، وفي ظل العرف بأن ترقية الضباط، وبالأخص الرتب القيادية والعليا، هي من مهام القائد الأعلى، الذي يمثل رأس ورئيس الدولة، باعتباره منصبا سياسيا ساميا وليس عسكريًا، فهل قام “المشير أركان حرب خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، أحد كتلتي الجيش الليبي”، بهذا الإجراء بالتنسيق مع أو التخويل والتفويض من المجلس الرئاسي الثلاثي، الموصوف بأنه القائد الأعلى حسب مخرجات الحوار السياسي الأخير، أم هو إجراء ذاتي، وتجاوز له معنى للمجلس الرئاسي؟.
وأردف أنه إذا كانت الإجابة هي الثانية فهي تطور سياسي ورسالة سياسية كذلك، وهذا يستحضر السؤال، هل ما زال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح يعتبر قائدًا أعلى، وهل قام بتسليم المهمة للمجلس الرئاسي؟.
وتابع: “هكذا قد يكون لدينا عدد 3 قائد أعلى، أي ثلاث رؤوس/ رؤساء للدولة، فما هي ترجمة وتداعيات ذلك؟”.
ولفت إلى أن العديد يركزون على أن جزءا كبيرا من الأزمة الليبية يعود إلى الجهوية بين شرق ليبيا وغربها، مستدركا “لكن مسألة (القائد الأعلى) الراهنة تعكس زاوية سياسية أخرى غير التفسير الجهوي، بحكم أن الصفات الوظيفية الثلاث المتعددة لهذه الوظيفة يرأسها أشخاص من برقة”.
ورأى أن هذه التساؤلات مفتوحة على عدة تفسيرات ومآلات، موضحا “منها مثلاً، هل ترقية رئيس أركان (جيش الشرق) جاءت لمساواة وضعه ورتبته مع رئيس أركان (جيش الغرب) الفريق أول ركن محمد الحداد، مما يجعل المستوى الوظيفي (وليس رتبة) المشير حفتر أعلى وليس نظير الفريق الحداد، مما قد يفتح إمكانية ترقيته لمشير ركن، وتسميته قائدًا عامًا ليوازي وضع المشير ركن حفتر؟”.
وتابع: “كما أن ترقية أعضاء خمس في لجنة 5+5 تستلزم ترقية نظائرهم الخمس الآخرين، لضمان توازن التراتبية العسكرية، هذه مسألة تحدي للمجلس الرئاسي في حال قام بها أو في حال عدم القيام بها، مما سينعكس على تناغم وشمولية أدائه ودوره في المدة القادمة، مع مدى مرونته ومتانته للصمود، ربما يكون هذا اختبار وضع فيه”.
واستطرد في تساؤلاته قائلا: “هل هي تحول أو خطوة نحو دور سياسي رسمي صريح ومعلن للمشير حفتر والمؤسسة العسكرية التي يقودها في المناطق التي تديرها؟”.
واختتم بالقول: “للتذكير، العقيد معمر القذافي تخلى عن كل الوظائف السياسية ولكنه احتفظ بمنصب القائد الأعلى لأنه واقعيًا هو رأس الدولة السياسي”.