تناولت شبكة قنوات “فرنس 24” مخاطر وتداعيات التلوث الكارثي للشواطئ الليبية، جراء وجود مياه الصرف الصحي غير المعالجة في المياه، وتراكم القمامة على الرمال.
وأشارت في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، إلى قرار وزارة البيئة الشهر الماضي بإغلاق عدد من الشواطئ على طول ساحل طرابلس الكبرى البالغ طوله 30 كيلومترًا، رغم من حرارة الصيف الشديدة.
ونقلت “فرانس 24” عن المسؤول في وزارة البيئة المكلف بمراقبة الساحل، عبد الباسط الميري، تأكيده بأن “الوضع كارثي”، قائلا: “نحن بحاجة إلى حلول سريعة لهذه المشكلة لأنها تضر بالبيئة بقدر ما تؤذي الناس”.
وأوضح التقرير أن التصريف اليومي لمياه الصرف الصحي غير المعالجة من سكان العاصمة البالغ عددهم مليوني نسمة، يجعل هذا الجزء الأكثر تلوثًا من الساحل الذي يبلغ طوله 1770 كيلومترًا في ليبيا.
ورصد التقرير عملية تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر من قبل أحد الفنادق الكبيرة، لافتا إلى تعرض البنية التحية في ليبيا إلى الدمار بعد عقد من الصراع وانهيار الدولة.
وأشار إلى توقف أعمال الصرف الصحي في طرابلس، مثل العديد من المنشآت الصناعية التي أُغلقت بسبب نقص الصيانة أو التمويل، لتذهب جميع مياه الصرف الصحي في طرابلس مباشرة إلى البحر الأبيض المتوسط.
وقالت سارة النعامي من مجلس مدينة طرابلس: “كميات هائلة من مياه الصرف الصحي تُرمى في البحر كل يوم”، مضيفة أن الاختبارات المعملية كشفت عن تركيز عالٍ للبكتيريا يزيد بنسبة 500% عن المعدل الطبيعي، بما في ذلك بكتيريا إي كولاي في خمسة مواقع على طول ساحل طرابلس.
وذكرت النعامي: “لقد طرحنا قضية التلوث في مياه البحر في طرابلس مع الحكومتين السابقة والحالية، وشددنا على الحاجة الملحة لمرفق للصرف الصحي”، مستدركة بأنه في ظل غياب ضعف البنية التحتية، فإن هناك حاجة إلى “حلول مؤقتة” مثل ترسيب الخزانات لتصفية مياه الصرف الصحي قبل وصولها إلى البحر.
ووفقا للتقرير، فإن صاحب المتجر وليد المولدي، لا يريد المخاطرة بالإصابة بالمرض، حيث قال الشاب البالغ من العمر 39 عامًا وهو جالس على مقعد بلاستيكي على بعد خطوات قليلة من الشاطئ: “لقد أصبح الوضع أسوأ على مر السنين، فأثناء موجات الحر، تصبح الرائحة مقززة”.
وأضاف: “عليك أن تقطع أكثر من 100 كيلومتر شرق طرابلس لتجد مياهًا أنظف قليلاً”، فيما وافقه صديقه محمد الكبير، الذي قال إنه بسبب قيود فيروس كورونا ومياه البحر غير الصحية “يعيش الليبيون في سجن صيفي”.