أوج – طرابلس
أكدت مستشارة التخطيط الاستراتيجي الليبية هند عون، وجود عداء شديد بين مصراتة وترهونة وورشفانة، ما يدفع الأولى للهيمنة على المنطقة الغربية بأي طريقة، مؤكدة أن مصراتة لا تتواجد بها قبائل مؤثرة أو تحالفات قبلية مثلما الحال في ترهونة وورشفانة.
وقالت عون في تصريحات لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية، طالعتها “أوج”، إن المناطق الاستراتيجية ومنها الموانئ أبرز العوامل التي تستمد مصراتة قوتها منها، مضيفة أن المدينة استثمرت في الأزمة الليبية خلال السنوات العشر الأخيرة وترتبط بعلاقات واتفاقات خارجية.
وأوضحت أن رؤوس الأموال الضخمة تتواجد في مصراتة التي من مصلحتها التواجد في السلطة، مبينة أن المدينة لديها اتفاقات خارجية ملزمة لها واستثماراتها نقلتها إلى إحدى الدول الإقليمية التي ترتبط بعلاقات ممتازة معها.
وتتنافس شخصيات سياسية تنحدر من مصراتة على مفاصل المؤسسات والمناصب لترسيخ قبضتها وحكمها على البلاد خلال السنوات المقبلة، وهو ما ظهر في المنافسات الشرسة بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة ووزير الداخلية بحكومة الوفاق المنتهية ولايتها فتحي باشاغا ونائب رئيس المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق، الأمر الذي ولّد غضب شعبي رافض لسيطرة مصراتة بقياداتها على مفاصل الحكم في البلاد.
وكان باشاغا أعرب عن رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث انتقد ما وصفه بـ”الانحراف” عن مسار الحوار في جلسات ملتقى الحوار السياسي بجنيف، معتبرًا الاقترحات التي قدمها بعض أعضاء الملتقى بمثابة إخلال بخارطة الطريق وبمخرجات مؤتمر برلين بنسختيه وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأعرب باشاغا، في تسجيل مرئي، تابعته “أوج”، عن رفضه لتقدم بعض أعضاء الملتقى بمقترحات جديدة غير موجودة بخارطة الطريق، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بمخرجات الملتقى في تونس والتي أنتجت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
وطالب الأمم المتحدة ورئيس البعثة الأممية يان كوبيش والدول المشاركة في برلين بالالتزام بخارطة الطريق، قائلا: “الشعب الليبي ينتظر، ويعيش وضعا سيئا جدا في الخدمات، ولن نخرج من هذه الأزمة إلا بوجود حكومة واحدة لليبيا كلها يختارها الليبيون”.
وانتقد أيضا إقدام البعثة الأممية على فتح الباب أمام أعضاء الملتقى لتقديم مقترحات جديدة، واصفا إدارة البعثة لجلسات ملتقى الحوار في جنيف بغير الناجحة، قائلا إن جزءا من أعضاء الملتقى هم المتسببون في الأزمة الليبية بالأساس، وبعضهم يتلذذ بعذاب الليبيين، ولا يهمهم سوى مصلحتهم، على حد تعبيره.
وأشار إلى وجود شبكات مصالح داخل ملتقى الحوار السياسي، قائلا: “لا يهمهم انقطاع الكهرباء على الشعب الليبي أو غابت عليه الخدمات”، داعيا أي عضو بالملتقى “المعين من الأمم المتحدة” لا يلتزم بخارطة الطريق الذي تعهد بها مسبقا، إلى الخروج من الملتقى.
وزعم أنه يهمه حياة ومستقبل الليبيين وليس أعضاء الملتقى الذين يبحثون عن مصالحهم، وفق قوله، مبينا أن حكومة الوحدة تعهدت بالالتزام بخارطة الطريق، وعليها تسهيل الاستعدادات لإجراء الانتخابات في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، وعدم عرقلة خارطة الطريق والمواعيد المقررة فيها، رافضا التمديد لفترة بقائها.
وشدد على أن آخر موعد للحكومة الوحدة يوم 23 الكانون/ديسمبر الساعة 12 بالدقيقة، وبعدها تفقد شرعيتها، قائلا: “كان على هذه الحكومة معالجة أزمة الكهرباء وهي قادرة على ذلك لولا الصراع الدائر على المصالح بالتعاقد من الشركات وفقا للمصالح الخاصة”.
واتهم حكومة الوحدة المؤقتة بترك الليبيين في المعاناة بشكل دائم لإشغالهم عن الاستحقاق الانتخابي المقرر يوم 24 الكانون/ديسمبر المقبل، وفق خارطة الطريق.
ووجه هجوما حادا لأعضاء الملتقى الذين “يجيدون الخطب والكلمات الرنانة”، في حين لم يراهم أحد في هجوم 4/4؛ فبعضهم سافر إلى تونس وبعضهم الآخر إلى تركيا، وبعضهم رفض الخروج في القنوات الفضائية للمساندة الإعلامية.
ولوح باشاغا باستخدام القوة ضد معرقلي خارطة الطريق؛ عبر مطالبته من وصفها بـ”القوة الفاعلة على الأرض” بالجلوس مع بعضها، على اعتبار أنها تمتلك حل الأزمة الليبية وليس الجالسين في جنيف، على حد قوله.
وفشل أعضاء ملتقى الحوار السياسي الذين عقدوا جلسات متتالية خلال الفترة من 28 الصيف/يونيو إلى 2 ناصر/يوليو بجنيف في إنتاج القاعدة الدستورية التي ستجرى عليها الانتخابات المقررة في 24 الكانون/ديسمبر، وفقا لخارطة الطريق.
عبر التنافس بين باشاغا والدبيبة ومعيتيق.. مستشارة التخطيط الاستراتيجي: مصراتة تسعى للهيمنة على السلطة
A
A