أوج – القاهرة
استكمالاً للشهادات التاريخية في الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد، معمر القذافي، وتوثيق واستذكار حقبته التاريخية، تستكمل قناة الجماهيرية العظمى لقاءات وشهادات رفاق القائد الشهيد، حيث استرجع العميد محمود عبد الحميد ابن شقيقة القائد الشهيد، معمر القذافي، تفاصيل أسره وحضوره مراسم دفن القائد والشهداء أبو بكر يونس جابر، والمعتصم بالله معمر القذافي.
قال العميد محمود عبد الحميد، إنه أُسر في مدينة مصراتة يوم 9 التمور/أكتوبر 2011م وبقى في سجونها لمدة خمس سنوات ونصف، موضحا أنه تم التنكيل به وتعذيبه نفسيًا وجسديًا هو وكل من كانوا معه في الأسر، متابعًا: “لكننا تمكنا من التغلب على التنكيل بنا”.
واستطرد أنه تنقل إلى عدة سجون منها ما يسمى اتحاد الثوار، والاستخبارات العسكرية والإصلاح والهدى وسيكت الشرطة العسكرية.
وتذكر عبد الحميد، تفاصيل دفن القائد، والمعتصم بالله ورفيقه أبو بكر يونس، مؤكدًا أنه تم استدعاؤه من سجن الاستخبارات العسكرية في تمام الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، ليجد إبراهيم بيت المال، الذي أخبره أنه سيصلى على خاله، وبالفعل كان الوحيد من العائلة الذي حضر دفن القائد الشهيد.
وأردف: “ركبت السيارة مع سائق سيارة القائد، احنيش نصر، وأيضًا بيت المال وسائقه الخاص، وأمرنا بيت المال، بأن نضع رؤوسنا للأسفل ولا نرفعها حتى لا نعرف الطريق، وبعد مرور حوالي نصف ساعة وصلنا إلى مكان يسمى السوق الزراعي في مصراتة”.
واستكمل بأنه عند نزوله من السيارة وجد مليشيات مسلحة، واصفًا الوضع بأنه “لا يُحتمل”، مستدركا أنه لم يكن يبالي بالسباب التي يطلقونها على القائد، وأن من حضر مراسم الصلاة على الشهداء، هم الشيخ خالد تنتوش وأسامة الجروشي، واثنين من أبناء الفريق أبو بكر هما أسامة ويونس، وكان الإمام المدني الشويرف.
وأفاض في ذكر التفاصيل، قائلا: “ما إن انتهينا من أداء الصلاة على الشهداء الثلاثة حتى حملت نعش خالي القائد ووضعته في سيارة دفع رباعي مغلقة، وحمل الآخرون الشهداء أبو بكر والمعتصم بالله، وركبت مع بيت المال واحنيش نصر من جديد في موكب مكون من 12 سيارة، وكانت الساعة حوالي الثالثة فجرًا ولم يكن بهذه المنطقة أي ضوء، ومن جديد أمرنا بيت المال بعدم النظر إلى الطريق”.
ولفت إلى أنهم استمروا ما يقرب من الساعة والنصف في الطريق، مبرزًا أنه كان أحيانا يختلس النظر إلى الطريق يمينًا ويسارًا للعثور على أية علامة ترشده إلى المكان الذي دفن فيه القائد وابنه والفريق أبو بكر يونس، لكن دون جدوى، فالمكان كان صحراء قاحلة.
وتابع: “ما أن وصلنا إلى المكان الذي اختاروه لدفن الشهداء الثلاث، نزل ما يقرب من عشرين شخصًا، وبقيت أنا واحنيش في السيارة بعد أن رفض بيت المال السماح لنا بالنزول، وبدأوا بالفعل في الحفر، وكنت اعتقد أن مكان الدفن أكثر احتراما من الناحية الإنسانية والإسلامية وأن لكل شهيد مقبرة خاصة”.
وأضاف أن إبراهيم بيت المال، أمرهم بالنزول من السيارة، ومن ثم أنزلوا جثامين الشهداء؛ أولاً أبو بكر، وثانيًا المعتصم، وأخيرًا القائد، ووُضعت الجثامين الثلاثة في الحفرة وأهالوا عليها التراب وساووها بالأرض.
وأشار عبدالحميد، إلى حضور آمر مليشيا الصمود، والمدرج على قوائم العقوبات الأمريكية ومجلس الأمن، صلاح بادي ضمن المجموعة التي أجرت مراسم الدفن، وكذلك المصور محمد قليوان، وطلب منه الأخير قول اسمه وترديد العبارات “دفنا معمر القذافي وأبو بكر، والمعتصم بالله”، مبرزا أنه وبعد أن ركب السيارة طلب من بيت المال، النزول لقراءة الفاتحة والدعاء للشهداء، فرفض في بداية الأمر ووافق بعدها.
ونوه عبد الحميد، إلى أنه بعد أن فرغ من الفاتحة والدعاء للشهداء حتى جاء شخص من ورائه وأخذ يمسح آثار أقدامه من على الأرض، “حتى لا يستدل أحد على أن المكان كان به ناس ولغرض ما لا أعرفه ويعرفونه هم”.
ووصف حالته المعنوية في هذه اللحظات، بأنها ارتفعت لعنان السماء، مبديا دهشته من كونه على هذه الحالة وهو في هذه الظروف، مشيرا إلى صدور تعليمات جديدة بوضع رؤوسهم أسفل حتى لا يرون الطريق، ووصلوا مع حلول الفجر إلى سجن “الاستخبارات العسكرية”.
ولم يستطع العميد محمود تحديد تاريخ الدفن بدقة، لافتا إلى أنه “وبالتقريب كان يوم 27 أو 29 “.
وكشف عن أن الفريق علي الدعوكي، تضامن معه، وبكى تأثرا وكذلك كل من كانوا بالأسر وعلموا بهذا النبأ “ولكن ما باليد حيلة كنا في السجن ولم نستطيع أن نعبر أكثر من هذا”.
وتقدم عبد الحميد، بالعزاء للشعب الليبي العظيم وأنصار القائد معمر القذافي وعائلته الكريمة وأولاده، في استشهاد القائد والرفيق الوفي، وجيفارا العرب، في رتل العز.
ودعا عبدالحميد، الشعب الليبي، سواء أكان لجان ثورية، ضباط أحرار، مواطنين، أو رفاق للضغط على مصراتة وأهلها لتسليم جثمان الشهيد معمر القذافي، وجثمان أبو بكر، معتبرا أن الأخير “جزء منا” والمعتصم بالله لتكريمهم بالدفن اللائق وبمراسم تليق بقائد ثورة وابنه وقائد عام.
ورأى أنه، حتى وإن كان قبر القائد معمر القذافي مجهولاً، فإنه باق في قلوب والعرب والمسلمين والأفارقة وأمريكا اللاتينية، وفي قلب كل طفل وامرأة حتى الذين ولدوا بعد عام 2011م، كأنه يعرفه من قبل.
وأكد أن ما صار لمعمر القذافي ومؤيديه وأسرته الكريمة “شرف لليبيين ولليبيات، وشرف لي ولعائلتي ولقبيلتي القذاذفة، وحتى في السجن يقولون لي أنت خالك معمر؟، فكنت أرد أفتخر أن يكون خالي معمر القذافي قائد الثورة، وهو ما عرضني للحبس في زنازين مختلفة، لأنه ليس عاديا بل زعيم”.
وأورد أنه عندما كان في السجن، طلبت منه إحدى المحطات الفضائية الفرنسية تسجيل حوار، وذكرت هذه القناة أن الشهيد كان يتمتع بشجاعة وبطولة قائد، “فقلت لهم نعم هو زعيم، وبسيط ويحب عائلته كثيرًا ولم يكن كما أدعى الغرب عليه إرهابي، وأبدوا استغرابهم من مواجهته للناتو، فقلت إنه شرف له أن يواجه 44 دولة”.
واختتم، معتبرا أن استشهاد القائد في ميدان القتال هو “شرف لجدي محمد عبد السلام بومنيار، ولجدتي عائشة، وشرف لأمي عيتيقة، ولخالاتي ولأولاده ولكل ليبي، وأقول لكل أنصار الشهيد في الداخل والخارج، الذين يعانون: اصبروا وصابروا إن الله معنا، سوف ينصرنا قريبا إن شاء الله”.
ووجه عبدالحميد شكره لجمهورية مصر العربية، لاستقبالها له في عام 2011م، وحسن ضيافتها لكل الليبيين، مبديًا تقديره واحترامه لها، متمنيا أن يحفظها الله من كل سوء، كما تقدم بالشكر للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
الذكريات وأحداث تلك الحقبة التاريخية لا زالت كثيرة، والشهادات الصادقة لا تطمسها السنين، وتبقى حاضرة في الأذهان تتوارثها أجيال بعد أجيال، وإن لم تُدون في صفحات الكتب، فسيقصها الأب لأبنائه والجد لأحفاده.. انتظروا باقي الشهادات التاريخية.
وسوم: استشهاد معمر القذافيذكرى استشهاد معمر القذافيقناة الجماهيرية العظمىليبيامعمر القذافي