أوج – روما
أكدت صحيفة “avvenire” الإيطالية أن مُهرب البشر والوقود المُعاقب دوليًا، عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا” دخل إيطاليا لحضور اجتماعات مع مسؤولين في الحكومة بجواز سفر رسمي وليس مزورا، بحسب وثائق أممية.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، إلى تأكيد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على البيدجا، والتي تنص على تجميد الأصول، وهو الطلب الذي لم تنفذه طرابلس أبدًا، بالإضافة إلى حظر الترحيل.
ولفتت إلى إخفاق الأمم المتحدة في الحصول على تأكيد رسمي لوثيقة الهوية الدولية الخاصة بالبيدجا سابقا، لكنها تأكدت من أن الرقم “G52FPYRL”، بالإضافة إلى الإصدار وتاريخ انتهاء الصلاحية، يتوافق تمامًا مع الرقم الذي استخدمه عام 2017م، لدخول إيطاليا والمشاركة في سلسلة لقاءات حول الهجرة.
وتطرقت إلى نفي حكومة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق جوزيبي كونتي، صحة جواز سفر البيدجا في التمور/أكتوبر 2019م، واتهمته بدخول البلاد بطريقة احتيالية، لافتة إلى ترجيح مصادر بوزارة الداخلية بأنه دخل إيطاليا بوثائق مزورة.
ونقلت الصحيفة تصريحات سابقة للبيدجا في 16 التمور/أكتوبر 2019م، قال فيها: “لقد شعرت بالإهانة للمجيء إليكم، كان لدي تأشيرة عادية، مع وثائق أصلية، القول بأنني أخفيت هويتي كذب”.
وذكرت أن “الإنتربول” ولجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن أكدت أن الوثيقة المستخدمة ما زالت سارية المفعول حتى اليوم، موضحا أن الأمر لم يكن مزيفًا ولا وسيلة للالتفاف حول عناصر التحكم باستخدام كتابة مضللة بحروف لغة أخرى للاسم الأصلي.
وأصدرت نيابة شرق طرابلس قرارا بإطلاق سراح “البيدجا”، منتصف الشهر الماضي، بعد احتجازه لمدة 5 أشهر بتهمة الاتجار بالبشر والتورط في عمليات تهريب البشر والسلاح، واستخدامه كورقة ضغط.
وكانت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها، أعلنت، في شهر التمور/أكتوبر الماضي، القبض على “البيدجا”؛ تنفيذًا لأمر الضبط والإحضار الصادر عن مكتب النائب العام، وصدور نشرة خاصة من منظمة الشرطة الدولية، وطلب لجنة العقوبات بمجلس الأمن، لقيامه رفقة آخرين بالضلوع في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين وتهريب الوقود.
وأوضحت الوزارة أنه تم إبلاغ مكتب النائب العام بضبط “البيدجا”، لاتخاذ الإجراءات القانونية حياله، مضيفة أنه لا يزال البحث جاري لضبط وإحضار باقي المتهمين، مختتمة بالتأكيد أنها ستعمل بكل حزم وجد لتطبيق القانون على الجميع، وبأن يد العدالة ستطال جميع المطلوبين.
تجدر الإشارة إلى أن “البيدجا”، الذي يقدم نفسه على أنه قائد وحدة لخفر السواحل بمدينة الزاوية تقوم بمكافحة الهجرة غير الشرعية، صنفه مجلس الأمن في الصيف/يونيو 2018م، بأنه زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، متورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات في حقوق الإنسان، وأعلن بمقتضى ذلك فرض عقوبات عليه.
وقال مجلس الأمن الدولي إن وحدة عبد الرحمن ميلاد، ارتبطت باستمرار بالعنف ضد المهاجرين، ومهربي البشر الآخرين، وكان له دور مباشر في إغراق مراكب للمهاجرين باستخدام أسلحة نارية.
ومنذ بداية العمليات العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس في الرابع من الطير/أبريل الماضي، انضم “البيدجا” إلى المعركة وظهر في ساحات القتال وهو يقاتل ضمن صفوف قوات الوفاق.