أوج – روما
كشفت صحيفة “insideover” الإيطالية عن محاولة قوات عملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر الاستيلاء على قوارب صيد إيطالية على بعد 35-40 ميلًا قبالة سواحل بنغازي، ليلة 2 و3 الماء/مايو الحالي.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، أن قوات حفتر أطلقت أعيرة نارية في الهواء، لتصيب الجزء العلوي من زورق الصيد الإيطالي ليأمر قائده “ميشيل جياكالوني” بالتوقف، مُضيفة أن عناصر الكرامة صعدت على متن المركب وأوقفوا المحركات، وحاول أحدهم إتلاف الرادار الموجود عليه.
وأفاد بيان صحفي صادر عن القوات البحرية الإيطالية، أن السفينة المشاركة في عملية البحر الآمن تلقت الاتصال عبر الراديو من مجموعة مكونة من سبعة قوارب صيد إيطالية، عازمة على الصيد في المنطقة التي حددتها لجنة التنسيق إنتر- وزاري لأمن النقل والبنى التحتية عالية الخطورة (26 ميلا بحريا من الحد الخارجي للمياه الإقليمية الليبية).
وذكر التقرير أنه بعد طلب المساعدة، أطلقت سفينة “Alpine” المروحية على متنها وزورق مطاطي خاص بها، وتمكنت من التدخل في الوقت المناسب، موضحا أنه عندما وصل الجيش الإيطالي، أجرى عناصر الكرامة اتصالاً وربما طُلب منهم ترك قارب الصيد والعودة إلى اليابسة.
وأضاف أن الحادث وقع على بعد 35-40 ميلا من بنغازي، داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة التي أعلنتها ليبيا عام 2005م والتي تمتد لمسافة 62 ميلا في المياه الدولية.
ونقلت الصحيفة عن ناتالينو رونزيتي، أستاذ القانون الدولي الإيطالي، قوله إن نشاط الصيد في المناطق التي تطالب بها ليبيا “غير شرعي، ما لم يكن هناك موافقة من الدولة الساحلية”، مضيفا: “إيطاليا لا تعترف بالحقوق الليبية ولا تعترض عليها، على عكس الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللتين رفضتا استخدام خليج سرت بعرض 306 أميال كخليج تاريخي”.
وذكر أن ليبيا تتمتع بكل الحق في إعلان المنطقة الاقتصادية الخاصة بها، لكن هذا لا يمنع إيطاليا من فعل الشيء نفسه والتفاوض مع طرابلس لإنشاء مناطق الاختصاص القضائي الخاصة بها، حتى لا يكون مصير البحر المتوسط في أيدي مهربي النفط والمتاجرين بالبشر.
ونقلت الصحيفة عن وكيلة وزارة الدفاع الإيطالية ستيفانيا بوتشياريلي اعتقادها بأن الظروف مهيأة اليوم للعمل على اتفاق محتمل مع ليبيا لتحديد محيط المياه الدولية قبالة سواحل المنطقة الشرقية، مناشدة الخارجية الإيطالية لفتح محادثات مع الوزارات الأخرى لتحديد نص الاتفاقية التي سيتم اقتراحها على ليبيا.
واحتجزت السلطات في شرق ليبيا 18 صيادًا إيطاليا من جزيرة صقلية كانوا على متن زورقين بتهمة ممارسة الصيد في المياه الإقليمية الليبية، فيما تتردد أخبار عن سعي خليفة حفتر إلى مقايضة إطلاق سراحهم بالإفراج عن ليبيين متهمين في قضية تهريب البشر تعود لعام 2015م، الأمر الذي رفضه وزير الخارجية الإيطالي واعتبره ابتزازا غير مقبول.
فيما أعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، خلال شهر الكانون/ديسمبر الماضي، تحرير الصيادين الصقليين الثمانية العشر الذين كانوا محتجزين في بنغازي منذ شهر الفاتح/سبتمبر الماضي، بعد زيارة خاطفة له بصحبة رئيس وزراء بلاده جوزيبي كونتي إلى ليبيا ولقاء خليفة حفتر.