قال رئيس بعثة الأمم المتحدة الأسبق للدعم في ليبيا، غسان سلامة، إن هناك صعوبات كبيرة في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة لليبيا.
ورأى، في تصريحات عبر فضائية “الغد”، تابعتها “أوج”، أن هناك بعض الفئات في الطبقة الحاكمة الليبية لا تريد الانتخابات.
وأشار إلى أن الصعوبات التي تواجه عمل البعثة الأممية، ليست كالصعوبات التي واجهته حينما كان مبعوثا أمميا، لافتا إلى أن تلك الصعوبات تتركز في أزمة تنفيذ خارطة الطريق، ومحاولات تعطيلها من قبل البعض.
ونوه بأنه منذ مطلع عام 2020م، بدأت عملية التسوية السلمية في ليبيا، بقمة برلين، والتي وضعت خطة واضحة تلقفها الليبيون وبنوا عليها 3 مسارات، أحدها اقتصادي والثاني سياسي والثالث عسكري.
واعتبر أن هناك تقدما حقيقيا حصل على مختلف المسارات في ليبيا من توحد الحكومتين وفتح الطريق الساحلي وتبادل الأسرى.
وأكد أن الاستحقاق الجديد في خارطة الطريق هو الانتخابات، والتي يريد الليبيون أن تكون في الذكرى الـ70 لتأسيس الدولة الليبية.
وحذر من أن هناك من في الطبقة الحاكمة في ليبيا من لا يريد الوصول بالبلاد للانتخابات، مضيفا “رغم أن كل استطلاع رأي أجريناه أو نجريه في ليبيا يشير إلى أن 80% من الشعب الليبي يريدون الذهاب للانتخابات”.
وتابع: “هناك طبقة سياسية موجودة في مناصب معينة ليست مستعجلة أن تضع نفسها تحت رحمة الناخب الليبي، وبالتالي تسعى لكل جهدها لتأجيل ساعة الامتحان وهي الانتخابات”.
وقال إن هناك عقبة واحدة أمام الانتخابات، لأن هناك مشاريع انتخابات مقبولة وضعتها المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ومشروع قانون انتخاب الرئيس المقدم من مجلس النواب، ولكن تلك العقبة الرئيسية هي الإرادة السياسية ممن هم الآن في الحكم بأن يدخلوا في عملية تنافس ديمقراطي.
وأكد أن الانتخابات أمر جلل يجب أن ينظر إليه بانتباه، مضيفا “في ليبيا بالذات لدي احترام شديد للانتخابات في موعدها، لعدة أسباب”.
ولفت إلى أن هذه الأسباب، هي أن قرار الانتخابات اتخذه الليبون بأنفسهم، ولأن هناك أزمة شرعية في ليبيا مستحكمة، فهناك مجلس في طرابلس انتخب منذ 10 سنوات ومجلس آخر في طبرق انتخب منذ 8 سنوات.
وشدد على أن مسألة النزاع على الشرعية معلقة منذ الإطاحة بالنظام الجماهيري، وهي بحاجة إلى الحل، موضحا أن الحل الأمثل هو العودة إلى الليبيين أنفسهم ليقرروا من يريدون أن يمثلوهم ومن يريدون أن يكونوا في السلطة التنفيذية.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.