أوج – طرابلس
قال المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، إن وجود مدينة كبيرة مثل طرابلس يسكنها بضواحيها ثلث الشعب الليبي، دون مطار أمر غير طبيعي، لاسيما أن هناك قتلى ومصابين جراء الحرب الدائرة في العاصمة منذ 6 أشهر، مضيفا أنه كان عليهم التأكد من أمرين؛ الأول من عدم وجود أي مظهر عسكري في المطار لمنع الحجة باستهدافها.
وأوضح سلامة، خلال مؤتمر صحفي بصحبة وزير الداخلية بحكومة الوفاق المدعومة دوليا، فتحي باشاغا، ووزير المواصلات، ميلاد معتوق، نقلته وسائل الإعلام، اليوم الثلاثاء، وتابعته “أوج”، أنهم حددوا بوضوح حدود المطار المدني في معيتيقة، بحيث لا يكون هناك أي حجة من أي طرف لأن يستعمله هدفا عسكريا، مؤكدا أن الأمر الثاني يتضمن افتتاح الأمم المتحدة صالة خاصة بها داخل المطار ولها ثلاثة أهداف، الأول تأمين انتقال وعودة البعثة الأممية باستمرار بين طرابلس والخارج، ثانيا استفادة الدبلوماسيين الأجانب من ذلك المعبر، ثالثا تسهيل عملية التسفير الطوعي للمهاجرين غير الشرعيين في ليبيا التي تنفذه وكالات الأمم المتحدة، لاسيما وكالتا الهجرة واللاجئين.
واعتبر أن تخصيص معبر للبعثة الأممية في مطار معيتيقة يضفي عليه المزيد من الطابع المدني ويحول دون استعماله كهدف لأي اعتداء غير مبرر، مؤكدا أنه في حالة استهداف المطار مجددا وبات لديه أدلة على الفاعل وعندما يكون الهدف مدنيا، يمكن له القول بأن الاعتداء غير مبرر يرقى إلى جريمة حرب، وبالتالي ينص القانون الدولي الإنساني على عقوبات على من يعتدي على هدف معترف به أنه مدني، سيتم بعدها إبلاغ مجلس الأمن الدولي بالطرف الذي ينتهك القانون الدولي، ليتم توقيع عقوبات عليه.
وحول إمكانية وجود تدابير من الأمم المتحدة لمنع استهداف المدنيين مجددا نتيجة القصف العشوائي سواء بطائرات مسيرة أو بطائرات عسكرية، قال إنه في كل مرة يتأكد من الفاعل ومدنية الهدف، يؤدون واجبهم؛ فعندما قصف نادي الفروسية، كانت البعثة الأممية أول من ذهبت لمراقبة الحدث في مكانه، أيضا كانت البعثة أول من ذهبت إلى مكان استهداف الأطفال الثلاث وأمهم.
وأكد أنه في حالة وجود دليل على الفاعل وأنه مدني، يفعل ثلاثة أشياء، أولها يندد، كما فعل ذلك في الحالات المذكورة، حيث ذكر الفاعل وحدد الضحايا، والأمر الثاني إبلاغ اللجنة الاختصاصية التابعة لمجلس الأمن الدولي بالحادثة ويبلغ مجلس الأمن، والأمر الثالث إبلاغ المحكمة الجنائية الدولية، مشددا على أنهم يعملون على إيقاف الحرب كهدف أساسي لهم.
وكانت مصلحة الطيران المدني، أعلنت في الفاتح/سبتمبر الماضي، تعليق الملاحة الجوية في مطار معيتيقة بعد تكرر استهدافه من قبل قوات الكرامة ونقلت جميع الشركات الجوية رحلاتها إلى مطار مصراتة الدولي.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.