راديو فرنسا الدولي: جنوب ليبيا ملجأ متمردو تشاد والسودن والمنظمات الإرهابية

أوج – باريس
أكد راديو فرنسا الدولي، اليوم الأربعاء، أن جنوب ليبيا لايزال يشكل “بؤرة لتهديدات خطيرة” في المنطقة، لاسيما تشاد والنيجر والسودان، بعد أن خرج عن سيطرة الدولة الليبية الغارقة في الفوضى منذ العام 2011م.
وقال التقرير الذي حمل عنوان “جنوب ليبيا منطقة ينعدم فيها القانون وتقلق تشاد”، طالعته وترجمته “أوج”، أنه منذ عام 2018م، تحاول تشاد والنيجر وليبيا والسودان تنسيق الأمن على حدودها بشأن ما يسمونه “التهديد القادم من جنوب ليبيا”، مضيفا: “لكن هذا التنسيق يكافح من أجل أن يتم تنفيذه”.
وأضاف، لا يزال جنوب ليبيا يشكل “بؤرة لتهديدات خطيرة”، موضحا أن الجماعات المسلحة التشادية والسودانية، تشكل تحديًا أمنيًا كبيرًا للخرطوم ونجامينا كما في طرابلس.
وأشار إلى أن مطالبات المجتمع الدولي والسلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا، برحيل جميع المرتزقة، مؤكدا أن طرابلس تبدو عاجزة أو حتى غارقة في مواجهة هذه الجماعات.
ولفت إلى أن المجلس العسكري التشادي، يحاول بعد رفض مناقشة الأمر مع المتمردين، إقامة تنسيق إقليمي لتحييد المتمردين المنتشرين في ليبيا والسودان والنيجر، منوهًا إلى أن ليبيا تشكل قاعدتهم الخلفية لتنفيذ هجماتهم.
وتابع: “لقد أفلت جنوب ليبيا من سلطة دولة غارقة في الفوضى منذ 2011م”، مذكرا بتأكيد رئيس الحكومة الانتقالية التشادية باهيمي باداكي ألبرت، أمام الجمعية الوطنية، الجمعة الماضي، على أن بلاده “لا تزال مهددة في سلامتها” على الرغم من انتهاء الحرب ضد التمرد.
ونقل عن رئيس الوزراء التشادي قوله: “اليوم نعلم أن هؤلاء المرتزقة يغادرون الأراضي الليبية، والدفاع عن سلامة أراضي تشاد وأمنها يمثل أولوية في برنامجها، مبينًا أنه لهذا الغرض ذهب اللواء عبد الكريم إدريس، الابن الآخر للرئيس الراحل، إلى الخرطوم، بعد إرساله من المجلس العسكري الانتقالي؛ حيث التقى بمسؤولين عسكريين وسياسيين من بينهم وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي.
واعتبر أن البيان المشترك بين الجانبين التشادي والسوداني، الذي كان في ظاهره يتعلق بالتجربة السودانية في الانتقال السياسي، كان أيضًا وقبل كل شيء يتعلق بتمرد “دولتين تقعان في جنوب ليبيا”، وفي نص التقرير؛ حيث اتفق الطرفان على تنسيق “إجراءات سحب سلاح هذه المليشيات السودانية والتشادية في ليبيا”، وتأكيدهم بإنها أيضاً مسألة “إعادة إدماج” ، دون مزيد من الإيضاح.
ونوه إلى تقدير الأمم المتحدة بأن عدد المرتزقة والميليشيات السودانية في ليبيا بـ11 ألفًا، فيما يقدر رئيس الوزراء الوجود التشادي بـ25 ألف مقاتل، مقابل تقدير رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، عددهم بـ17 ألفًا في عام 2019م، معتبرا أن هذه الأرقام محل نقاش.
وأوضح التقرير أن جنوب ليبيا هي منطقة خدمت لعدة سنوات كقاعدة خلفية للمتمردين التشاديين والسودانيين، الذين ينخرطون أيضًا، جزئيًا، في الارتزاق نيابة عن خليفة حفتر، لافتا إلى أن جنوب ليبيا يٌعد أيضا بمثابة ملجأ للمنظمات الإرهابية والمتاجرين على اختلاف أنواعهم.
وشدد على أن هذه المنطقة تفلت تمامًا من سلطة الدولة الليبية وأيضًا سلطة خليفة حفتر، الذي وصفه بـ”رجل الشرق القوي”، مؤكدًا أنه اليوم بضغط من المجتمع الدولي، يطلب حفتر من هؤلاء المرتزقة مغادرة مدينتي سرت والجفرة والتوجه جنوبا، لكنهم يرفضون حتى يتم دفع رواتبهم.
واستطرد: “على سبيل التعويض، فإنهم يخاطرون بالمغادرة بأسلحة ثقيلة وذخيرة، كما حدث بالفعل أثناء الانسحاب من طرابلس”، ناقلا عن عضو المجلس الرئاسي موسى الكونه، قوله: “سيكون من الممكن توطيد الحدود الجنوبية لليبيا فقط من خلال وجود جيش موحد”.
واعتقد التقرير في السياق، أن مسألة إعادة توحيد الجيش الليبي قد توقفت إلى حد كبير، خاتما بالقول: “تأمل الدول المجاورة في زيادة التنسيق الأمني مع السلطات الليبية الجديدة ، لكن هذه القضية الثقيلة يجب أن تنتظر وصول حكومة منتخبة”.