أوج – لندن
قالت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية إنه رغم طرد عناصر تنظيم داعش من معاقله الرئيسة في مدينة سرت الساحلية، إلا أن ليبيا ما زالت “نقطة رجوع مركزية” للتنظيم، ورأت أن فرص التوصل إلى تسوية سياسية قريبة “ضعيفة” متوقعة استمرار الفوضى التي تسمح لداعش وغيره العمل والانتشار.
وقالت، في تقرير نشرته اليوم السبت، إن “داعش سقط في ليبيا لكنه لم يخرج منها نهائيًا”، إذ أعادت عناصر التنظيم التجمع في الأودية الصحراوية والتلال الصخرية في جنوب شرق العاصمة طرابلس.
وتابعت أن “داعش والمجموعات المتحالفة معه تعمل بشكل خفي حتى الآن لإعادة بناء صفوفهم”، وذكرت أن أعداد عناصر داعش تقدر بـ500 مقاتل، وهناك نحو ثلاث آلاف جهادي ينتمون لمختلف المجموعات المتشددة.
ولفتت أيضًا إلى مزاعم “تفيد بتلقي عناصر داعش دعمًا من تنظيم (القاعدة) رغم العداوة بين قيادات التنظيمين، فهم يعملون بالمناطق ذاتها في ليبيا”.
وتحدثت المجلة البريطانية عن العلاقة بين منفذ الهجوم الأخير الذي استهدف حفلاً غنائيًا في مدينة مانشستر البريطانية الليبي سلمان العبيدي، محذرة من “قدرة التنظيم على التواصل دوليًا خارج حدود ليبيا”.
وتحقق الشرطة البريطانية في العلاقة بين الليبي سلمان العبيدي وتنظيم “داعش” داخل ليبيا، إذ زار العبيدي ليبيا قبيل الهجوم.
وكانت مليشيا الردع الخاصة بطرابلس أعلنت إلقاء القبض على هاشم رمضان أبو القاسم العبيدي، شقيق منفذ هجوم مانشستر، مشيرة إلى “أنه ينتمي إلى تنظيم داعش وكان يخطط لتنفيذ هجمات في طرابلس”، وفق ما نقلت المجلة البريطانية.
وتطرقت المجلة إلى الوضع غير المستقر في ليبيا، وقالت إن “الفوضى أصبحت النموذج السائد في ليبيا منذ مقتل معمر القذافي العام 2011″، لافتة إلى عشرات المجموعات المسلحة المنتشرة الموالية لحكومتين متنافستين في شرق البلاد وغربها.
وقالت إن الاتفاق السياسي الموقع في العام 2015م برعاية الأمم المتحدة “فشل في توحيد ليبيا، أو إنشاء دولة فعَّالة تحت سلطة حكومة الوفاق الوطني”، وفي تلك الفوضى المستمرة، حذرت “ذي إيكونوميست” من ظهور داعش مرة أخرى.
وفي هذا الصدد قال الملحق العسكري النمساوي السابق إلى ليبيا، وولفغانغ بوستاي: “أعتقد أن داعش والقاعدة يتعاونان من حيث الدعم اللوجستي وتبادل المعلومات”.
وكان مسؤولون بما تسمى حكومة الوفاق المنصبة من الغرب لفتوا إلى صعوبة مهاجمة عناصر داعش المتواجدين جنوب طرابلس وذلك لطبيعة التضاريس بالمنطقة، وقالوا أيضًا إن تنفيذ ضربات جوية لم يعد خيارًا متاحًا وذلك لأن عناصر التنظيم توقفوا عن السفر في مجموعات كبيرة أعقاب الضربة الأميركية الأخيرة التي قتلت 80 من عناصره، بل يتحركون في مجموعات صغيرة في طرق غير مراقبة.
وتخشى دول جوار ليبيا من تدهور الوضع الأمني داخلها، مما يسمح للجهاديين بالمرور إلى ليبيا للانضمام إلى المجموعات المقاتلة وتلقي تدريبات ثم العودة إلى بلدانهم.
ولهذا رفعت دول الجوار من درجات الحذر عند الحدود مع ليبيا، وأعلنت تشاد غلق حدودها يناير الماضي خوفًا من تدفق المقاتلين إلى أراضيها، وأعلنت الجزائر بناء قاعدة جوية جديدة قرب الحدود.
وتراقب أوروبا الأوضاع داخل ليبيا بقلق حذر، إذ تحولت ليبيا إلى نقطة رئيسة لانطلاق المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا بفضل الفوضى الناتجة عن الفراغ السياسي والأمني.
ورغم زيادة الدوريات الأوروبية في البحر المتوسط، إلى جانب عملية صوفيا البحرية، عبر نحو 50 ألف مهاجر إلى جنوب إيطاليا قادمين من ليبيا منذ بداية العام الجاري، في زيادة قدرها 40% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
يذكر أن القائد الشهيد قال لتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق في 25 النوار عام 2011م، عندما عمت الفوضى وأعمال الشغب في ليبيا، إنه يسعى لحماية البلاد من المتمردين من “تنظيم القاعدة”.
وأوضح القائد لبلير 25 النوار 2011م، عندما كانت أعمال الشغب تملئ ليبيا “نحن لم نهاجمهم، هم من هاجمونا أريد أن أقول لك الحقيقة. هذا الوضع ليس معقد جدا، إنه بسيط: في شمال أفريقيا ظهرت خلايا نائمة من تنظيم” القاعدة” الخلايا النائمة في ليبيا مماثلة لتلك. التي كانت في أمريكا في 11 الفاتح”.
وأضاف الشهيد: “إنهم (الجهاديون) حصلوا على الأسلحة وزرعوا الخوف في قلوب الناس. الناس لا يستطيعون مغادرة منازلهم. ولكن الصورة الحقيقية لم تعرض، هنا لا يوجد مراسلين أجانب. طلبنا من الصحفيين من جميع أنحاء العالم الحضور ورؤية الحقيقة، إنهم عصابات مسلحة. والتفاوض معهم مستحيل”.
وحذر القائد بلير: “إنهم يريدون السيطرة على البحر الأبيض المتوسط ومن ثم مهاجمة أوروبا”، أما بلير بدوره تحدث عن الحاجة للتسوية السلمية.