أشار الناطق باسم غرفة عمليات تحرير سرت والجفرة، عبدالهادي دراه، إلى أن فتح الطريق الساحلي من جانبهم جاء بناءً على تعليمات رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي باعتباره القائد الأعلى للجيش، مؤكدًا أن الطرف الآخر كان يعلم بعملية الفتح حتى إذا تذرع بغير ذلك لاستمرار غلق الطريق.
وذكر في مداخلة له مع “تغطية خاصة” على فضائية “التناصح”، تابعتها “أوج”: “قوات عملية تأمين وتحرير سرت الجفرة قامت بفتح الطريق الساحلي بعد رسالة القائد الأعلى للجيش الليبي محمد المنفي الذي أصدر قراره بشأن فتح الطريق الساحلي”.
وتابع: “اجتمعت الغرفة بعد هذا القرار مباشرة مع وزير الدفاع ومع القادة الميدانيين ومع آمري المحاور، وآخر اجتماع لنا مع المجلس البلدي وأعيان مدينة مصراتة والقادة وآمر المنطقة العسكرية ورأوا جميعًا أن يتم فتح الطريق الساحلي وترفع المعاناة عن الشعب الليبي وأن نكون نحن من لديه حسن نية في الأمر واستقرار ليبيا”.
وأوضح أنه بالأمس في حضور وزير الدفاع ورئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة وبعض الوزراء والقادة الميدانيين وضباط الغرفة تم فتح الطريق الساحلي بناء على اتفاق “5+5″، مشيرًا إلى أن الاتفاق ينص صراحة على أن فتح الطريق الساحلي يتزامن مع سحب المرتزقة والجنجويد والروس من سرت والجفرة وتبادل الأسرى ونزع الألغام وفتح البوابات بالكامل.
واستكمل: “نحن كحسن نية ولرفع المعاناة ونظرًا لما لاحظناه من تدني الأوضاع الإنسانية لأهالينا في مدينتي سرت والجفرة من عدم توفر السيولة والوقود والتموين اليومي إضافة إلى المشاكل الإنسانية التي يعانوها هناك، قمنا بفتح الطريق الساحلي وفي انتظار أن يفتح الطرف الثاني وأن ينفذ اتفاق “5+5″ ويقوم بفتح الطريق ومن ثم سحب كافة المرتزقة”.
واستفاض أن الطرف الآخر لم يقم بالفتح وأن ذريعته في ذلك أنه لم يستشر لجنة 5+5 ولم يكن لديه العلم، معلقاً: “بنود اتفاق لجنة “5+5″ واضحة وصريحة وهي فتح الطريق الساحلي وسحب المرتزقة وإزالة الألغام خلال 90 يوم”.
وأضاف: “متفقون على فتح الطريق الساحلي منذ لحظة توقيع الاتفاق وبمباركة الأمم المتحدة، أما أن تأتي الآن وتقول نحن ليس لدينا علم! أنتم لديكم علم و5+5 لديها علم”.
وقال: “نحن ليس لدينا شروط على الليبيين نحن شعب واحد ودولة واحدة وليس لنا شروط، وكل ما في الأمر هو تنفيذ بنود الاتفاق وفتح الطريق إزالة الألغام وسحب المرتزقة وعودة المهجرين والأسرى ولم شمل ليبيا بالكامل”.
واسترسل: “هذا الاتفاق الذي باركه الجميع ووقعه الجميع ولكن بكل أسف ما لاحظناه أن الطرف الثاني لم يقم بتنفيذ أي بند من هذه البنود بعكس قواتنا التي ليس لديها أي مرتزق واحد أو أي جندي غير ليبي”.
ولفت إلى أنه بالأمس قام الدبيبة بفتح البوابة وأن هذا من حقه لأنه رئيس الحكومة التي اعتمدها البرلمان، مردفًا: “الطرف الثاني يقول أن البرلمان هو البرلمان الشرعي وهو كل شيء”.
وأكمل: “هذا البرلمان أعتمد عبد الحميد الدبيبة وهو اليوم رئيس الحكومة ووزير الدفاع ومن حقه ذلك، وبحضور قادة المحاور وضباط الغرفة والجميع”.
وأعلن الدبيبة فتح الطريق الساحلي “سرت – مصراتة” بشكل رسمي، أمس الأحد، بعد إغلاق دام لعامين، وكتب على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “اليوم سنطوي صفحة من معاناة الشعب الليبي، نخطو خطوة جديدة في البناء والاستقرار والوحدة”.
ودعا الدبيبة، في كلمة له أمام أحد السواتر الترابية على الطريق الساحلي، قبل إزالتها، تابعتها “أوج”، الجميع إلى نبذ الفرقة، ونسيان الأحقاد، والانطلاق نحو البناء والإعمار، والالتفاف بمسؤولية وصدق حول الوطن للمساهمة في نهوض ليبيا واستقرارها وإخراجها من كبوتها وإعادتها إلى مكانتها بين الأوطان.
وقال: “بلادنا تستحق منا الكثير، تستحق منا أن نبتعد عن الحروب والدمار، ونتوجه نحو الاستقرار لبناء المستقبل المشرق بسواعدكم الفنية”، مضيفا: “يجب علينا العمل على تحقيق استقرار ليبيا وأمنها”.
من جهته، قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفى إن جهود السلطة التنفيذية الجديدة وجهود من وصفهم بـ”المخلصين” من أبناء ليبيا تكللت بالنجاح في فتح الطريق الساحلي ورفعِ المعاناة عن الشعب الليبي”.
وتابع: “مُحققينَ أحد أهم الأهداف التي سعينا لإنجازها عبرَ سلسةٍ من الاجتماعات المُضنية التي أفضت إلى تحقيق أحد أهم بنود الاتفاق السياسي”.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.
وسوم: الطريق الساحليعبدالهادي دراه