أوج – تونس
أكد الهادي بن عباس، الدبلوماسي السابق والمستشار الأول للرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، أن هناك غيابًا للدبلوماسية التونسية على ساحة البحر الأبيض المتوسط وبالخصوص ما يحدث في ليبيا، معتبرا أن بلاده تفرط في حقوقها التي يمكن أن تستفيد منها.
وقال، خلال برنامج “جيو إكسبريس” نقلها موقع إذاعة “إكسبراس إف إم” التونسي، إن هناك اتفاقية مهمة جدا قد حصلت في الحرث/نوفمبر 2019م، بين تركيا وليبيا والتي تتغير بموجبها الحدود المائية وهذا مهم جدا في شرق البحر الأبيض المتوسط لأنه قد تم اكتشاف موارد للغاز الطبيعي تقدر سعتها بـ6 مليارات متر مكعب وهذا ما من شأنه تغيير المعطيات الاقتصادية برمتها في المنطقة.
وبين أن هذه الموارد هي مجال للنزاع بين تركيا واليونان عبر قبرص وهو ما جعل تركيا تسارع في توقيع الاتفاقية مع ليبيا، فيما قامت تركيا في المقابل في آي النار/يناير 2020م، بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا وهو ما غير موازين القوى على أرض الواقع.
وأضاف أن تركيا تقوم بالتدخل عسكريا تحت مظلة أمريكية لأنها لا تتحرك دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع بأن هناك حوالي 10 آلاف عسكري روسي في المنطقة تحت غطاء الشركات الأمنية الخاصة، مدعومة في أغلبها من طرف الحكومة الروسية.
وأكد أن هناك تدخلاً لتغيير موازين القوى داخل ليبيا، مشيرًا إلى أن مصر قامت في نفس الوقت بالتوقيع على اتفاقية مع اليونان حول هذا الغاز الطبيعي.
وأشار إلى أن كلا من اليونان وإيطاليا وقبرص والكيان الصهيوني قاموا، بتوقيع اتفاقية أخرى حول أنبوب الغاز الذي سيمر بالمنطقة وهو ما يظهر تشابك المصالح، موضحا أن شركات بترولية بدأت في نفس الوقت في عمليات التنقيب عن الغاز في المنطقة.
ورأى أن هناك 3 عوامل أساسية جعلت العلاقات بين تركيا ومصر تتغير في اتجاه تخفيف التوتر بينهما وهي تغير موازين القوى عسكريا على أرض الواقع في ليبيا، والتقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي حيث إن مصر شعرت بالحرج لأنها لم تكن موجودة داخل مناقشات المجلس وهي لا تريد أن تكون معزولة عن الاتفاقيات التي تحصل، إضافة إلى أن تركيا ذاتها تصر على عدم جعل مصر معزولة لأنها ستلتجئ إلى اتفاقية اليونان والاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن وزير الخارجية التركي اقترح على مصر أن تكون طرفا في الاتفاقية التي سجلت في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن مصر بدأت في تغيير علاقتها بتركيا وتريد حلحلة الأزمة حيث أصبحت مصر بلدا محوريا.
ورأى أن السياسة الخارجية لمصر تتسم بالواقعية، مضيفا أن هناك ضغوطا أمريكية عليها من ناحية وتحركات وتحالفات بين بلدان مجلس التعاون الخليجي من ناحية أخرى، كما أوضح أن روسيا تريد أن يكون لها تواجد في شمال إفريقيا.
وأكد أن ليبيا لها دور محوري، وجميع الأطراف ترغب في تهدئة الأجواء لأنها تريد أن تتقاسم السوق الليبية، منوها بأن ليبيا لها ثروات طبيعية مهولة ويمكن أن تؤثر على الحركة الاقتصادية العالمية.
وأكد أن كل الأطراف معنية بليبيا وكلهم يعتبرون أن ليبيا هي الورقة الرابحة خلال السنوات القادمة وذلك فيما يتعلق بإعادة بنائها أو باستغلال ثرواتها، مضيفا: “من المؤسف عدم وجود أي تحرك دبلوماسي تونسي مع ليبيا في خدمة المصالح الحيوية التونسية”.