زعم نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، جوردن جراي، أنه لو فاز الدكتور سيف الإسلام القذافي بالرئاسة فلن تتعامل أمريكا معه، متوقعا صعوبة أن يكون للحكومة الأمريكية علاقة مثمرة معه.
وأوضح جراي في لقائه عبر الأقمار الصناعية مع قناة “الحرة” الأمريكية، تابعته “أوج”، أن أمريكا قد تلجأ في حال فوز سيف الإسلام إلى التعامل مع آخرين في حكومته، لأنها لن تستطيع التعامل المباشر معه.
وذكر أن قرار فوز الدكتور سيف الإسلام القذافي يعود إلى الليبيين وحدهم في شأن من يريدون اختياره لحكم البلاد، مشددًا على أهمية المضي قدما تجاه الانتخابات والمحافظة على الزخم الحالي في ليبيا.
واعتبر جراي، كل التهم الموجهة إلى خليفة حفتر بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان “مزاعم قوية”، وفق قوله، مشيرًا إلى أن أي مواطن أمريكي ينخرط في جرائم حرب بغض النظر عن أي جانب يجب أن يحاسب.
ولفت إلى اتفاقه مع وجهة النظر القائلة إن حفتر ليس المذنب الوحيد في ارتكاب جرائم حرب في ليبيا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تنظر إليه على أنه عقبة في طريق السلام.
وتابع جراي: “في المستقبل المنظور، علينا أن نرى إذا كان سينتظم حفتر بالطريق السليم نحو الانتخابات ومستقبل مستقر في ليبيا أم لا”.
وبيّن أن الولايات المتحدة تحاول تحييد حفتر عن المشهد السياسي الليبي، ولم تسانده على الإطلاق ولم تحاول أن تساند طرف دون الآخر في الفترة الماضية، على حد زعمه.
وتساءل “ماذا يحدث لو فاز حفتر في الانتخابات؟”، مردفا بقوله: “أعتقد أن الولايات المتحدة ستتعامل مع الوضع القائم، وعلى الليبيين أن يقرروا إذا كان لمواطن أمريكي مثل حفتر الحق في الترشح للانتخابات الرئاسة لديهم أم لا”.
وتطرق جراي إلى قانون “تحقيق الاستقرار في ليبيا” الذي أقره مجلس النواب الأمريكي، قائلًا: “أنه يستهدف أولا وقبل كل شيء خليفة حفتر، ويظهر عمق الدعم في الولايات المتحدة لمستقبل مستقر في ليبيا”.
وأضاف أن الدعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ينعكس بشكل واضح على مستويات الدعم الأكبر للأزمة الليبية.
وأكد جراي أن التأجيل القصير للانتخابات لأسباب فنية ليس نهاية العالم، لكن يجب أن يكون هناك التزاما بعدم التأجيل الطويل الأمد، مضيفًا أن هناك فرصة جيدة بأن تجرى الانتخابات في موعدها.
ويرى أن استطلاعات الرأي تظهر انقساما في الرأي العام الليبي، وهذا يعكس حقيقة أنه من غير المؤكد حتى الآن إجراء الانتخابات.
وحول خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، أكد جراي أن موقف واشنطن والأمم المتحدة واضح في هذا، مطالبا بضرورة أن ينتهي هذا الشكل من أشكال التدخل في الشأن الليبي.
وذكر أن جزء من رسالة قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، الجنرال ستيفن تاونسند، خلال زيارته إلى ليبيا، كانت أن هناك حاجة لخروج كافة المرتزقة سواء أتراك أو روس أو من دول أخرى.
وبرأيه فإن الجنرال تاونسند يسعى بزياته إلى ليبيا لتعزيز الدبلوماسية المعبر عنها من قبل المبعوث الخاص ريتشارد نورلاند، مؤكدًا على ضرورة دعم إدارة بايدن العملية السياسية في ليبيا التي ترعاها الأمم المتحدة، معتبرًا هذا الدعم بالأمر المهم والحيوي للغاية.
واستطرد بأنه بالنسبة لتدخل الناتو والذي باركته دول الخليج وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن، كانت الإدارة الأمريكية تركز على الدبلوماسية، وإدارة أوباما السابقة أدركت قبل تدخل الناتو أن الوضع في ليبيا بات يتجاوز حدودها، وعليها أن تتدخل، على حد تعبيره.
وأتم بقوله: “الجميع يأملون أن يغادر المرتزقة قريبا، لكن الواقع يقول عكس ذلك الأمر”، مؤكدا أن المرتزقة سيكونوا موجودين في ليبيا والانتخابات ستمضي قدما.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.
وسوم: الولايات المتحدةجرائم حربحفتر عقبةدبلوماسي أمريكيسيف الإسلامقانون استقرار ليبيا