داعيًا الليبيين للثورة عبر الصناديق.. بعيو: نتمسك حتى الموت بموعد 24 ديسمبر لانتخاب السلطة التشريعية والرئيس

أوج – طرابلس
دعا الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للإعلام، محمد ‏بعيو، الليبيين للانتفاضة والثورة، عبر صناديق الاقتراع، على الفساد المستشري في البلاد، قائلا: “وجبت، وصارت فرض عين على كل الليبيين، وليست فرض كفاية”.
وأوضح بعيو، في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، رصدتها “أوج”: “ليس من ثورة أوجب للقيام من إسقاط كل الطبقة السياسية المسيطرة منذ عشر سنين، عبر صناديق الإقتراع، والتداول السلمي، والانتخابات، والتدافع المجتعي المدني الحقيقي”.
وشدد على ضرورة إجراء الانتخابات نهاية العام، قائلا: “نتمسك حتى الموت، وحد التضحية، بالموعد الأخير لإنهاء الكارثة الوجودية التي تهددنا وطناً وشعباً، والميعاد الأول للميلاد الجديد، موعد 24 ديسمبر 2021م، لانتخاب السلطة التشريعية، والرئيس”.
وتحدث عن الأحوال البائسة التي وصلت إليها البلاد، قائلا: “عندما تقول منظمة الهجرة الدولية، إنّ نحو ربع مليون ليبي لا يزالون مشردين داخل بلادهم قسراً، هذا بالطبع عدا عشرات آلاف المهجرين في الخارج قهرا”.
وأضاف: “عندما يقول برنامج الأغذية العالمي – الـفـاو، إنّ أكثر من مليون ليبي تحت خط الفقر الغذائي، وليس فقط الفقر المعيشي، فذلك يقبع تحته أكثر من نصف تعداد الشعب الليبي، بفعل الفساد والنهب والتخريب والتهريب، والتوحش الديناصوري للصوص المال العام والاعتمادات والمضاربات، والسياسات النقدية المصرفية الإجرامية”.
وأشار إلى تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، حول وجود أكثر من نصف مليون طفل ليبي بحاجة للمساعدات الإنسانية، وأن عشرات آلاف الأطفال الليبيين لا يذهبون إلى المدارس، وعشرات الآلاف يتركون مقاعد الدراسة مبكراً، لأسباب متعددة، منها التهجير والتشريد، والفقر والعوز والعجز العائلي عن توفير متطلبات وظروف تعليمهم، رغم مجانية التعليم.
وذكر أن كل هذه المعاناة تأتي في ظل وجود سلطات وحكومات ومجالس ومؤسسات وبيروقراطيات وجيوش وقوات، ودخل مباشر بالعملة الصعبة يتجاوز سنوياً 25 مليار دولار، تعادل أكثر من 100 مليار دينار، وفي نظامها المصرفي الوطني حجم نقود حقيقية سيولة وودائع يتجاوز 130 مليار دينار.
وبيّن أن ليبيا تمتلك احتياطيات نقدية حرة ومتاحة تتجازو 50 مليار دولار، واحتياطي من الذهب يتجاوز 116 طن، يجعلها تحتل المرتبة الثالثة عربياً، والـ33 عالمياً من حيث احتياطيات الذهب التي لا تتجاوز قيمتها رغم ضخامتها ما نسبته 8% من إجمالي احتياطيات المصرف المركزي من الأصول بالعملات الصعبة.
وأفاد بأن ليبيا بها استثمارات بالعملة الصعبة تبلغ نحو 70 مليار دولار، عدا عشرات المليارات قيمة الصناديق والأصول النقدية، المندمجة في الاقتصاد الكلّي، دون أي جدوى أو فاعلية، بسبب الفشل والفساد وسوء الإدارة، والفقدان التام للحوكمة الرشيدة، وانعدام الرقابة والشفافية، عدا حقيقة أن ليبيا من الدول القليلة في العالم التي لا تعاني من مشكلة الديون الخارجية.
ورأى أنه أمام هذه المتناقضات بين دولة غنية بالمفهوم النسبي والمؤشرات العامة، وشعب فقير بائس مسحوق مُهان، ربع تعداده جوعى، وثلاثة أرباعه فقراء محرومون، ماعدا بضعة آلاف من المحظوظين مؤقتاً بامتلاك نِعمة هي أقرب إلى الزوال، بسبب ارتهانها بالظلم وليس ارتباطها بالعدالة، وجب الثورة.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.