أوج – طرابلس
اعتبر عضو المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري” سعد بن شرادة، اليوم الثلاثاء، أن عدم البدء في تنفيذ مخرجات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، حتى الآن، يرتبط بالموقف الدولي، خاصة فيما يتعلق بإخراج المرتزقة من ليبيا.
ورأى بن شرادة في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، طالعته “أوج”، أنه “لا يمكن إخراج المرتزقة بمعزل عن المجتمع الدولي، وأن عدم جديّة المجتمع الدولي في هذا الملف سيصعب من البدء في أي خطوات.
كما رأى أن وجود المرتزقة عقبة أمام فتح الطرق بين الشرق والغرب، وكذلك فيما يتعلق بعمل الحكومة، مؤكدا أن وجودهم قد يحول دون إجراء الانتخابات في 24 الكانون/ديسمبر، أو يتسبب في اندلاع حرب أخرى.
وعقدت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة “5+5″، اجتماعها الرابع، الثلاثاء قبل الماضي، في مدينة سرت، وبحثت خلاله فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة، وتثبيت وقف إطلاق النار.
وترأس اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة محمد المنفى، رئيس المجلس الرئاسي، لأول مرة، كما حضرها المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، وبحث الأعضاء إجراءات استكمال تنفيذ بنود اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار، الموقع في 23 التمور/أكتوبر الماضي.
وسعى رئيس المجلس الرئاسي، خلال الاجتماع، إلى تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع، وحلحلة العقبات التي عرقلت تحقيق تقدم المسار العسكري، خاصة فيما يتعلق بفتح الطريق الساحلي بين مدينتي سرت ومصراتة وتأمين الطريق بعد فتحه.
وفي السياق، أكدت مصادر مطلعة أن اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” الأخير، لم يتوصل إلى أي نتائج تذكر، موضحة أن ضابطين من ممثلي معسكر غرب ليبيا اعتبرا أن فتح الطريق الساحلي خطوة غير مطمئنة، في ظل عدم وجود أي ضمانات من اختراق قوات عملية الكرامة لأي اتفاق، خصوصا مع استمرار وجود مئات المرتزقة في سرت.
وذكرت المصادر، في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد” الممولة من قطر، طالعتها “أوج”، أن قرار اللجنة بتشكيل قيادة لقوة مشتركة، التي تضمنها البيان الختامي دون تحديد قادتها والمنطقتين اللتين ستنتشر فيهما القوة المشتركة، جاء جوابًا على مخاوف بعض الضباط من اختراق خليفة حفتر لأي اتفاق، لكنها لم تكن كافية.
وأضافت أن الأمم المتحدة تعمل على خطة تتمثل في إرسال فرق من المراقبين الدوليين إلى منطقتي سرت والجفرة، ليحلوا محل القوات الأجنبية في المنطقتين كحل أفضل يبعث الطمأنة لدى أكبر طرفين متدخلين في ليبيا، وهما روسيا وتركيا، ويبدد مخاوفهما من بقاء طرف إذا انسحب الآخر.
وبينت أن هذه الآلية هي التي أشار إليها قرار مجلس الأمن، منتصف الشهر جاري، بقوله إن نشر تلك الفرق الدولية سيكون “بشكل تدريجي” تزامنًا مع انتشار قوة شرطية مشتركة في مدينتي سرت والجفرة بديلا عن قوات طرفي الصراع.