أوج – تونس
أعرب السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند عن شكره لخارجية بلاده على تعيينه للعمل في نفس الوقت كمبعوث خاص للولايات المتحدة إلى ليبيا؛ لمواصلة دعم البلاد والانتقال بعيدا عن الحرب وعدم الاستقرار ونحو دولة موحدة ومزدهرة وذات سيادة مع حكومة تخدم جميع المواطنين.
واعتبر نورلاند، في تسجيل مرئي عبر الحساب الرسمي للسفارة، تابعته “أوج”، هذا التعيين بمثابة تركيز دبلوماسي من الولايات المتحدة لدعم الأولويات التي حددها الشعب الليبي بنفسه والتي أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتضمنت الأولويات، وفقا للسفير، تقديم الخدمات الأساسية المستعجلة مثل الكهرباء ومكافحة جائحة كورونا، وضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة في 24 الكانون/ديسمبر، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والخفض المتبادل والمتوازن وانسحاب جميع القوات الأجنبية لضمان سيادة ليبيا.
واعتبر مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن تعيين إدارة الرئيس بايدن مبعوثًا جديدًا لليبيا قبل الانتخابات المقررة في الكانون/ديسمبر، مؤشر على نية زيادة الجهود الأمريكية لإنهاء التدخل العسكري الأجنبي وإنهاء فترة طويلة من الاضطرابات التي أعقبت نكبة فبراير 2011م.
وقال المسؤول البارز بالخارجية الأمريكية، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، في تصريحات لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، طالعتها وترجمتها “أوج”، إن السفير ريتشارد نورلاند، الذي يشغل حاليًا منصب سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، سيتولى دورًا إضافيًا كمبعوث خاص، مشيرًا إلى أن نورلاند شغل منذ عام 2019م، منصب رئيس البعثة الأمريكية إلى ليبيا، ومقرها تونس لأسباب أمنية.
وأضاف بأن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الدعم الأمريكي لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، والتي تسعى جاهدة للتغلب على التوترات بين الفصائل، واستعادة الأمن والخدمات الأساسية، ورسم طريق نحو انتخابات 24 الكانون/ديسمبر.
ورأى أن تعيين نورلاند يشير أيضًا إلى تكثيف المحاولات الأمريكية، التي لم تنجح حتى الآن، لإقناع دول بما في ذلك؛ تركيا وروسيا والإمارات العربية المتحدة بإنهاء دورها في تحويل ليبيا إلى صراع كبير بالوكالة على الحافة الجنوبية لأوروبا.
وأشار إلى انتشار عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب في ليبيا لدعم فصيلين متنافسين، فيما قدمت الدول الخارجية أسلحة متطورة، قائلاً: “من خلال تكثيف مشاركتنا الدبلوماسية مع الليبيين ومع المجتمع الدولي، أعتقد أن الفكرة هي محاولة التحرك بشكل أكثر فاعلية نحو نوع من التخفيض المحايد والمتوازن وانسحاب القوات الأجنبية”.
وأكد المسؤول أن المقاتلين والقوات شبه العسكرية من تركيا، أرسلتها أنقرة في عام 2020م، لمساعدة حكومة الوفاق المنتهية ولايتها في طرابلس، وبينما توقف القتال إلى حد كبير منذ الخريف الماضي، لا يزال احتمال تجدد الاشتباكات قائمًا.
