كشفت منظمة “اليونيسف” التابعة للأمم المتحدة عن أنها تشعر بالقلق البالغ من تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا، في ظل انخفاض معدلات التطعيم بصورة كبيرة.
ونشرت اليونيسف، بيانًا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تابعته “أوج”، قالت فيه إن ليبيا تشهد ارتفاعًا مقلقًا في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأسبوعين الماضيين، حيث بلغت الإصابات ذروتها، لافتة إلى أن المركز الوطني لمكافحة الأمراض سجل 6 آلاف و61 إصابة جديدة فيروس كورونا في 18 ناصر/يوليو، وهو أعلى معدل يومي منذ ظهور الجائحة في البلاد.
وأشارت إلى أنه بذلك تجاوزت ليبيا عدد 211 ألف و495 إصابة جديدة بفيروس كورونا منذ بداية الجائحة، وهو ما يزيد الخطورة مع تواجد متحور دلتا شديد العدوى في البلدان المجاورة، وعلى الأرجح في ليبيا.
وذكرت أن الفيروس ينتشر بسرعة في جميع أنحاء ليبيا مع زيادة بنسبة 270٪ في الغرب، و480٪ في الجنوب و50٪ في شرق البلاد، ووصفتها بالأرقام المخيفة، خاصة وأنه من المرجح أن يكون العدد الفعلي للحالات أعلى بكثير، بسبب النقص الحاد في الاختبارات والقدرة المختبرية بالبلاد.
وقال عبد القادر موسى، الممثل الخاص لليونيسف في ليبيا: “نحن قلقون من الانتشار السريع للفيروس في البلاد، إن معدلات التطعيم منخفضة للغاية، والانتشار سريع، فمن الضروري أن نكون أسرع في استجابتنا، وأهم شيء يمكننا القيام به لوقف انتشار فيروس كورونا والمتحورات هو ضمان التطعيم”.
وأردف بقوله “فقد تمكنت البلدان ذات التغطية العالية بجرعتين من اللقاحات من خفض معدل الاستشفاء والوفيات بشكل كبير، كما أننا بحاجة إلى اتباع الإجراءات الوقائية والالتزام بها”.
وتطرق البيان إلى أنه مع تعطل نظام الرعاية الصحية الليبي، بسبب سنوات طويلة من عدم الاستقرار، يواجه القطاع الصحي مزيدًا من التحديات مع ارتفاع معدلات الانتقال المجتمعي، كما وأنه يكافح للحد من الانتشار السريع للفيروس ولتلبية احتياجات السكان.
وأعربت اليونيسف عن دعمها السلطات الوطنية، وتوسع نطاق الاستجابة لفيروس كورونا، بما في ذلك دعم إطلاق التطعيم الوطني لفيروس كورونا والتواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية، مشيرة إلى أنها تواصل تقديم الدعم من أجل التوصيل الآمن للقاحات واستخدامها في ليبيا.
وأشارت إلى أنها حتى الآن، سلمت اليونيسف ثلاث دفعات من لقاح فيروس كورونا من خلال مرفق كوفاكس، ويتم توزيع اللقاحات على مراكز التطعيم في جميع أنحاء البلاد بالتنسيق مع السلطات الصحية الوطنية في ليبيا.
وقالت إنها تعمل اليونيسف أيضًا عن كثب مع منظمة الصحة العالمية والشركاء لنشر الوعي حول التدابير الوقائية الرئيسية، وخلق الطلب على اللقاحات ومكافحة الشائعات والمعلومات الخاطئة حول اللقاحات. بالإضافة إلى ذلك، تتواصل الجهود لبناء قدرات سلسلة التبريد لضمان جودة اللقاحات وفعاليتها.
وذكر موسى “عشية عيد الأضحى، تتمنى اليونيسف لجميع الأطفال في ليبيا وعائلاتهم عيدًا آمنًا وصحيًا، وبهدف جعل هذا العيد آمناً، نحث بشدة الجميع في ليبيا على ارتداء الكمامات، ومواصلة التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين بشكل متكرر والتطعيم”.
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، قد أصدر قراراً بإغلاق المقاهي وصالات المناسبات بشكل كامل لمدة أسبوعين، ومنع إقامة تجمعات المآتم والأفراح، وحظر استخدام وسائل النقل الجماعي، ويسمح للمطاعم العمل بنظام خدمة التوصيل فقط.
كما يلزم القرار كل الوزارات والهيئات والمؤسسات والمصالح والشركات العامة والخاصة وما في حكمها باتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، ويتضمن القرار حضور الموظفين بنسبة 25% لمدة أسبوعين قابلة للتمديد.