قلل رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام السابق، المقيم في أمريكا منذ عام 2014م، عبدالمنعم اليسير، من أهمية مؤتمر برلين 2 الذي تستضيفه الخارجية الألمانية يوم 23 الصيف/يونيو المقبل.
ورفض اليسير، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، طالعتها “أوج”، التعويل والآمال التي يعلقها البعض على المؤتمر، قائلا: “لو صدقت نيات رعاة المؤتمر لَعَمدوا من البداية إلى الضغط وترحيل القوات الأجنبية عن أراضينا وفي مقدمتها القوات التركية ومَن جلبوهم معهم من مرتزقة، بدلاً من عقد المؤتمرات المتتالية بلا جدوى”.
واعتبر أن ما يحدث حالياً هو إدارة صراع ومفاوضات وصفقات مصالح بين الدول الغربية وتركيا، قائلا: “يحاولون انتزاع مزايا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أماكن أخرى مقابل إطلاق يده في ليبيا بلا مضايقات”.
وأضاف أن الدول الغربية سلّموا واقتنعوا بالرسائل التي روّجها أردوغان حول أن ليبيا قد باتت مستعمرة لبلاده، وأنه بات على الجميع التعايش وتقبُّل بقاء قواته هناك، والقبول ببعض الفوائد، وضمان الحفاظ على مصالحهم، وهذا ما أقنع به الإدارة الأمريكية الجديدة، على حد تعبيره.
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية، أكدت، قبل أيام، أن الوزير هايكو ماس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعيا الدول والمنظمات المشاركة في مؤتمر برلين للاجتماع في النسخة الثانية من المؤتمر يوم 23 الصيف/يونيو، بمشاركة حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
وأضافت في تصريحات نقلها موقع berliner-sonntagsblatt، طالعتها وترجمتها “أوج”، أن “برلين 2” يهدف إلى تقييم التقدم المحرز في تهدئة الأوضاع في ليبيا منذ مؤتمر برلين ليبيا في 19 آي النار/يناير 2020م، مشيرة إلى التركيز على الخطوات التالية نحو تحقيق الاستقرار المستدام في البلاد.
وأوضحت أن المؤتمر سيناقش الاستعدادات للانتخابات المقرر إجراؤها في 24 الكانون/ديسمبر، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا على النحو المتفق عليه في وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى مناقشة توحيد قوات الأمن الليبية.
ويهدف المؤتمر إلى تقييم التقدم المحرز في تهدئة الوضع في ليبيا منذ مؤتمر برلين المنعقد في 19 آي النار/يناير 2020م، وللمرة الأولى، ستشارك حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في المؤتمر.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.