أوج – اسطنبول
شرح وكيل وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ السابقة، محمد النعاس، أن الذي أوجد هذا المشهد الدرامي على مدى سبع سنوات في ليبيا هي غرفة العمليات الدولية الكبرى المكونة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وأنها هي المسؤولة عن قتل أكثر من 30 ألف ليبي وتشريد الآلاف ونزوح مئات الآلاف وتدمير بنغازي وطرابلس.
وأردف في مقابلة له مع “تغطية خاصة” على فضائية “التناصح”، تابعتها “أوج”: “الآن اتجهوا إلى حلحلة الموضوع والتهدئة بعدما خربوا كل شيء في ليبيا فالمشهد الآن مدمر بالكامل ويعيدون ترتيبه، وهم الذين قوضوا الحركة نحو الديمقراطية والانتقال من موضوع الثورة إلى الدولة”.
وتابع: “عندما انتخب الشعب الليبي المؤتمر الوطني العام كان انتخاب اشترك فيه 44.5 من الليبيين وكان أفضل انتخابات على الإطلاق وما بعدها اشترك فيها حوالي 11.5 فقط وكانت خاصة بنواب طبرق ولكن مهما كان هو تداول على السلطة”.
وتساءل: “من الذي أوقف هذه العملية؟ هي غرفة العمليات الدولية، ومن الذي أتى بحفتر لخلط الأوراق هي غرفة العمليات الدولية”، مضيفاً أن حفتر عميل السي أي إيه وأن الكل يعرف هذه الحقيقة.
وعن زيارة رئيس المخابرات المصريةعباس كامل لليبيا، قال: “الآن عباس كامل يقوم بدور مهم جداً، فالمصريون في الميدان هم المسيطرون على المشهد الليبي”.
وواصل: “هم الذين بنوا جيش حفتر ودربوه وسلحوه وزودوه بالمعلومات الاستخبارتية ودربوا ضباطه بناء على اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تزود النظام المصري باثنين مليار دولار مساعدات نقدية عسكرية كل العام، فلم ولن يفعلوا شيء في ليبيا إلا بالاتفاق مع الولايات المتحدة”.
وزعم أن عباس كامل جاء يضع نقاط معينة على الحروف استكمالاً لزيارة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ولقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي_ على حد قوله
واسترسل: “الآن الأمريكان يتجهون نحو التهدئة لكن هناك معضلة فيها عصابة مدنية يقودها عقيلة صالح (رئيس مجلس النواب) وعصابة عسكرية يقودها خليفة حفتر فكيف نخلخل هذا الموضوع، فالإجراءات التي تتم عن طريق الاجتماعات المكوكية في طبرق لم تحل المشكلة فالعقلية القبلية والعصابة القبلية المسيطرة على برقة مازالت موجودة وحفتر مازال موجود”.
ونوّه إلى أن المجتمع الدولي يؤيد حكومة الوحدة المؤقتة كما أيد قبلها حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، مستدركاً: “حيث أيدها في الإعلام لكن في الخلف جاء بحفتر ليدمر ليبيا”.
وبيّن أن بالمثل المجتمع الدولي لم يقف مع حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قائلاً: “لو كانوا أرادوا الوقوف معها لأبطلوا العصابة المدنية القبلية التي يتزعمها عقيلة صالح والعصابة العسكرية المجرمة التي يقودها خليفة حفتر وماداموا لم يفعلوا ذلك فهذا يعني أنهم يبنون من هنا ويخربون بطريقة أخرى”.
واستفاض: “عباس كامل الآن جاء لأن المنفي والدبيبة لم يقولوا هذه الحقيقة ولم يعقدوا مؤتمر صحفي ويقولوا ما يحدث وهناك كلام سري يتعلق بتفكيك المشهد في برقة، وكيف يفككون حفتر وهل يكون ذلك بضمه للجيش الليبي؟ وهذا مستحيل، فكيف تحل هذه المشكلة؟ ممكن عباس كامل يقوم بترتيب هذا الموضوع المعقد جداً”.
وأسهب: “كذلك عملاء مصر الذين هم عقيلة ومجموعته كيف يتم تفكيكهم في المشهد القادم ويتخلصون منهم، هذه كلها مسائل معقدة جداً تتم فيما يسمونه هم بالقنوات الخلفية وحيثما وُجِدَ المشهد يسيطر عليه الأطراف الكبار لابد ان تأخذ في حسابك هذه القنوات الخلفية.. ما يقوم به عباس كامل هو عمل في القنوات الخلفية غير معلن بتكليف من الأمريكان”.
واختتم بأن: “مؤتمر برلين2 تقوده ألمانيا وهي دولة وسطية ولم تتورط في المشهد الليبي وهي الشريك التجاري الثاني الأكبر في ليبيا ودورها الوحيد الذي من الممكن أن تنجح فيه هو التوفيق بين الدول الكبار الخمسة المسيطرة على المشهد الليبي فإذا نجحت في هذا ستحل المشكلة وإذا لم تنجح سنعود للمربع الأول”.