أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عودة نحو 140 مقاتلًا من المرتزقة الموالين لأنقرة من الأراضي الليبية إلى سوريا، خلال الأيام الأخيرة الماضية، لافتة إلى استقدام نحو 200 مرتزق بدلًا عنهم.
وأوضح المرصد، في تقرير له، طالعته “أوج”، أنه في 7 الصيف/يونيو الحالي عادت دفعة من المرتزقة السوريين الموالين للحكومة التركية من ليبيا إلى سوريا، مبينا أنه خلال الـ48 ساعة الفائتة، عاد نحو 95 مقاتلا من فصائل “فرقة الحمزة وفيلق المجد والسلطان مراد وفرقة المعتصم”.
ونقل المرصد عن مصادر تأكيدها بأن عودة هؤلاء لا تندرج في إطار سحب المرتزقة من ليبيا، بل في إطار عمليات تبديل المقاتلين، حيث جرى إرسال دفعة مكونة من أكثر من 100 مقاتل من الفصائل ذاتها إلى الأراضي الليبية من قبل الحكومة التركية.
وأضافت المصادر أن فرقة الحمزة اعتقلت عددا من مقاتليها الذين عادوا إلى سوريا مع الدفعة الأخيرة، على خلفية ارتكابهم تجاوزات كبيرة في ليبيا على حد وصفهم، متابعة أن ذلك يأتي في ظل استمرار المطالبات الدولية بسحب المرتزقة من ليبيا والتي لا تجد أذن صاغية حتى الآن.
وذكر المرصد السوري أن الأراضي الليبية تشهد تواجدا متواصل للمرتزقة الأجانب، رغم التفاهمات الليبية-الليبية والمناشدات والمطالبات الدولية، حيث لاتزال عودة مرتزقة الفصائل السورية الموالية للحكومة التركية متوقفة بشكل كامل، باستثناء عودة فردية يقوم بها بعض المرتزقة بالتحايل عن طريق إبراز تقارير طبية مزورة تمكنهم من العودة إلى سوريا.
وعلى الجانب الآخر، أوضح المرصد أن المرتزقة السوريين ممن جندتهم شركة فاجنر الروسية لحماية وخدمة المصالح الروسية في ليبيا، لايزالون متواجدين، مبينا أن عمليات عودة المرتزقة متوقفة على الجانبين، سواء “مرتزقة” تركيا أو ممن جندتهم شركة “فاجنر” وأرسلتهم إلى ليبيا.
ولا تزال تشهد ليبيا تواجدًا كبيرًا للمرتزقة والمقاتلين الأجانب الذين جلبتهم حكومة الوفاق المنتهية ولايتها وقوات عملية الكرامة، رغم توقيع اتفاق إطلاق النار في جنيف خلال شهر التمور/أكتوبر الماضي، والذي أعطى مهلة 3 أشهر لخروجهم، إلا أن المهلة انتهت دون تنفيذ.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.