أبدى المبعوث الخاص للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وسط البحر المتوسط، فينسنت كوشيل، استغرابه من إعادة تعيين مهرب بشري معروف لدى الأمم المتحدة كرئيس لحرس السواحل في الزاوية بليبيا، في إشارة لمهرب البشر عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا”.
وتساءل كوشيل، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، طالعتها وترجمتها “أوج”: “من الذي اتخذ هذا القرار؟ ومن المسؤول؟”، مشيرًا إلى أنه سيعيد أنشطته الإجرامية في ليبيا من جديد تحت غطاء مشروع.
وأكد كوشيل، أنه على مدى الأشهر الماضية، لم يظهر طرفا النزاع في ليبيا أي إرادة لمكافحة الاتجار بالبشر بجدية.
وكانت صحيفة ilpost الإيطالية، تناولت مقابلة مهرب البشر عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا” مع برنامج La7 Propaganda Live الذي تقدمه الصحفية فرانشيسكا مانوتشي، حول اجتماعه مع الحكومة الإيطالية عام 2017م، حيث اعترف بضرب المهاجرين أحيانًا بزعم تهدئتهم خلال عمليات الشحن بين القوارب الليبية وقوارب الدوريات.
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها، الذي طالعته وترجمته “أوج”، أن “البيدجا” الشخصية المعروفة منذ فترة طويلة من قبل الذين يتعاملون مع المهاجرين وليبيا، عاد للحديث من قبل الصحافة الإيطالية، في الأسابيع الماضية، عن لقائه مع الحكومة الإيطالية في عام 2017م، والذي وضع الأخيرة في وضع محرج بشكل كبير، وعزز أطروحات اتفاقات بين وزارة الداخلية الإيطالية والمليشيات الليبية التي تتاجر بالبشر، لإيقاف التدفق المهاجرين.
وتكشفت بعض الأمور، في مقابلة مانوتشي مع “البيدجا”، بحسب الصحيفة؛ أولها تأكيداته بأن المفاوضات بين خفر السواحل الليبي والحكومة الإيطالية كانت مستمرة لسنوات، وليس شهورًا، عندما كان هناك اجتماع في الماء/ مايو 2017م، وثانيها أن المهرب يعد جزءا من خفر السواحل الليبي، حسبما يكشفه الزي الرسمي الذي يرتديه، حتى تم إعفاؤه من منصبه بعد تقرير للأمم المتحدة يعاقب عليه بتهمة الاتجار بالبشر في عام 2017م.
وقال “البيدجا”، خلال المقابلة، التي نقلتها الصحيفة، إن الدعوة لحضور الاجتماع مع الحكومة الإيطالية، جاءت إليه من خلال المنظمة الدولية للهجرة، لكن بعد عدة أشهر على الاجتماع، اتهمه مجلس الأمن بالاتجار في البشر، مؤكدا أنه أثناء إقامته في إيطاليا، ذهب إلى روما وصقلية، ودخل البلاد بتأشيرة منتظمة وليس تحت هوية مزورة.
وكشف أنه حضر الاجتماع مع الوفد الليبي، الذي جاء معظمه من أعضاء حكومة الوفاق المدعومة دوليا، حيث دخل معهم ما أسماه “مبنى وزارة الداخلية الإيطالية”، مضيفا أنه لا يتذكر ما إذا كان ماركو مينيتي، وزير الداخلية الإيطالي في ذلك الوقت، حاضرا في الاجتماعات.
وكانت صحيفة “Avvenire” الإيطالية، وثقت الصورة الملتقطة في 15 الماء/مايو2017م، بمقر خفر السواحل الإيطالي في روما، والتي يظهر فيها الضباط الإيطاليين بجوار، مهرب البشر سيئ السمعة المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي والمتهم بإغراق مراكب مهاجرين في عرض البحر، عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا”، مشيرة إلى أنه أحد أكبر المهربين الليبيين، والذي يحرص، وفق الصحيفة على شعره الأنيق ومظهره الرياضي.
وكشفت الصحيفة الإيطالية التابعة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية ومقرها في ميلانو، في تقرير لها طالعته وترجمته “أوج”، عن اجتماع حضره مسؤولون إيطاليون ووفد من خفر السواحل الليبي ومسؤولون من شمال إفريقيا يمثلون عددا من المنظمات الإغاثية، والمنظمة الدولية للهجرة، حيث ظهر “البيدجا” يتوسط الاجتماع، الذي جاء ضمن مشروع “إدارة هجرة الصحراء وإنقاذ المهاجرين” حيث كان بداية التعاون الذي فوض خفر السواحل الليبي في القبض على المهاجرين في البحر.
وتساءلت الصحيفة الإيطالية، عن الصفة التي حضر بها “البيدجا” إلى روما وتم استقباله فيها، مشيرة إلى أنه قبل أربعة أيام كان ضيفًا في صقلية لخفر السواحل في “كارا دي مينيو” وفي مراكز الهجرة الأخرى لحضور اجتماعات تدريبية.
وبيّنت الصحيفة الإيطالية، أنه في العام الماضي كانت هناك تقارير من الأمم المتحدة تتحدث عن قتل اللاجئين في معسكر سجن الزاوية في ليبيا، الذي يقع تحت سيطرة “البيدجا” نفسه وعشيرته، مشيرة إلى أنه منذ فترة طويلة هو رئيس شبكة الاتجار بالبشر.
ويقدم “البيدجا” نفسه على أنه قائد وحدة لخفر السواحل بمدينة الزاوية تقوم بمكافحة الهجرة غير الشرعية، لكن تقرير من مجلس الأمن صدر في الصيف/يونيو 2018م، كشف أنه زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، متورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات في حقوق الإنسان، وأعلن بمقتضى ذلك فرض عقوبات عليه.
وقال مجلس الأمن الدولي إن وحدة عبد الرحمن ميلاد “ارتبطت باستمرار بالعنف ضد المهاجرين، ومهربي البشر الآخرين”، و”كان له دور مباشر في إغراق مراكب للمهاجرين باستخدام أسلحة نارية”.
ومنذ بداية العمليات العسكرية التي يقودها خليفة حفتر لتحرير العاصمة طرابلس في الرابع من الطير/أبريل الماضي، انضم “البيدجا” إلى المعركة وظهر في ساحات القتال وهو يقاتل ضمن صفوف قوات الوفاق.
وسوم: البيدجاالزاويةالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئينخفر السواحل الليبيعبد الرحمن ميلادفينسنت كوشيلليبيامفوضية شؤون اللاجئين