أوج – ميلانو
وصف القنصل الليبي في مدينة ميلانو الإيطالية سالم عبد السلام جموم الوضع في ليبيا بالإيجابي جدًا بفضل حكومة الوحدة الوطنية التي تدير البلاد لفترة مؤقتة حتى إجراء الانتخابات في 24 الكانون/ديسمبر المقبل.
وأكد جموم، في حوار لصحيفة “ميلانو بوست” الإيطالية، طالعته وترجمته “أوج”، أن الوضع الاقتصادي في ليبيا مأزوم، رغم أن البلاد منتج كبير للنفط، قائلا: “لكن هناك تفاؤل؛ فيمكن لليبيا أن تعود إلى النمو إذا وثقت بها نوايا المجتمع الدولي”.
وأشار إلى ضرورة أن تبدأ التنمية في ليبيا برأس المال البشري، وإبعاد الشباب عن التسلح وتوجيههم إلى مراكز البحث العلمي والتدريب المهني، موضحًا أن عملية إعادة الإعمار مهمة جدًا، واضعًا ثقة كبيرة في المجتمع الدولي.
وحول علاقات ليبيا مع الدول الأجنبية خارج الاتحاد الأوروبي، قال: “لدينا علاقات جيدة مع تركيا وروسيا، كما وقعنا مؤخرًا اتفاقية مع أنقرة حول ترسيم الحدود البحرية”.
وفيما يخص الدعم العسكري الخارجي، لفت إلى الدعم التركي لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، مُبينًا أن الحكومة الروسية غير موجودة في ليبيا؛ فلم يتم الإبلاغ إلا عن وجود “مرتزقة روس”، لكن الأمر معروف للجميع، على حد تعبيره.
وحول ظاهرة المهاجرين الذين يغادرون الموانئ الليبية إلى إيطاليا، قال: “رغم أن بعض السياسيين الأوروبيين قد أشاروا بأصابع الاتهام إلى الحكومة الليبية على تراخيها في هذه القضية بالذات، لكن يجب أن نتذكر أن قضية الهجرة هي موضوع لا تستطيع ليبيا وحدها معالجته”.
وأضاف: “تبلغ مساحة ليبيا حوالي 2 مليون كيلومتر مربع، والصحراء الليبية شاسعة، وتحتاج إلى موارد كبيرة للسيطرة عليها، ومع ذلك، ليس صحيحًا أننا متراخون”، متابعًا أن معظم المهاجرين يدخلون الصحراء، خاصة من معبر التوم الحدودي مع النيجر جنوب ليبيا.
وفيما يخص التواجد الإيطالي في ليبيا، قال: “يوجد في طرابلس العديد من المباني التاريخية التي بناها الإيطاليون خلال فترات تاريخية مختلفة”، مضيفًا: “أشعر بالرغبة في القول إن العلاقة الليبية الإيطالية هي علاقة قرون من التاريخ، وتشهد عليها المدن القديمة”.
ولفت إلى وجود امتيازات لأصحاب المشاريع والشركات الإيطالية الذين قرروا العمل في ليبيا، بالإضافة إلى الاستثمارات والبنى التحتية وفي جميع المجالات المالية والاقتصادية، مؤكدًا أن “إيني” هي الشركة الإيطالية الوحيدة التي تواصل دائمًا العمل في مجال الغاز بليبيا.
وأشار إلى الآفاق الواعدة للاستثمارات في ليبيا، مستدركا بقوله: “لكن هذا لا يزال مرتبطًا بالاستقرار السياسي، نريد أن نصبح بوابة أوروبا للتعاون والاستثمار ودعم الاستقرار السياسي وتعميقه في شمال إفريقيا”.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.