ربط الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الليبي، الدكتور مصطفى الفيتوري، بين خيانة بعض المواطنين الأفغان الذين عملهم مع القوات الأمريكية التي غزت بلادهم وبين ما فعله بعض الليبيين الذين باركوا غزو الناتو في العام 2011م، وساعدوه بالإحداثيات.
وأكد الفيتوري، في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، رصدتها “أوج”، وجود شهادات موثقة لعدد من الليبيين ممن أقروا وبمحض إرادتهم أنهم تعاونوا مع الناتو ولم يكونوا يعانون الجوع أو الفاقة أو العوز مثلا.
وقال: “التاريخ الإنساني مليء بالسوابق لمن تعاونوا مع الغزاة ضد بلدهم، وأكبر مثال الجزائر حيث عمل الآلاف كعيون وجند ومخبرين للغزاة الفرنسيين”، مستدركا بقوله: “بل أن تاريخنا الليبي أبان الاحتلال الإيطالي فيه الكثير من الشواهد”.
وواصل: “نتيجة الحالة الجزائرية، أن تشكلت جالية جزائرية من هؤلاء في فرنسا وأصبحوا مواطنين فرنسيين من الدرجة الثالثة ترفضهم الجزائر وممنعون من دخولها وتلفظهم فرنسا وتعاملهم في أدنى مستوياتها الاجتماعية”.
أما في الحالة الليبية، قال: “تعامل النظام السابق والنظام الملكي -بدرجة أقل- بحكمة بأن أقفل مناقشة الأمر وأقتصر عقاب المطليين الليبيين على كبارهم وليس الفقراء المساكين، لكنهم اجتماعيا ظلوا فئة معروفة ومنبوذة إلى حد كبير ومهما قل عددها”.
وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في مفهوم الوطنية ومعاداة الاستعمار، قائلا: “أمريكا مثلا تحرّم التعاون مع العدو، وقد عاقبت جنود لمجرد الاشتباه بأنهم تعاملوا مع طالبان مع أنه لم يتأكد أبدا أنهم فعلوا ذلك بما يضر بالولايات المتحدة”.
وقبل عشر سنوات، نفذت فرنسا مخططها مع دويلة قطر، للتخلص من القائد الشهيد، وأظهرت الأدلة والوثائق تورط تنظيم الحمدين في تمويل ودعم المليشيات الإرهابية وجماعة الإسلام السياسي، لنشر الفوضى في البلاد.
وبدأ سيناريو التدخل القطري الفرنسي لتدمير ليبيا، ليس فقط بإثارة الفتن في البلاد، بل أيضا بدعم التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وصولا إلى القصف العنيف والعشوائي على سرت واغتيال القائد في الـ20 من شهر التمور/ أكتوبر 2011م.