توقع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الليبي، الدكتور مصطفى الفيتوري، أن يستعرض مؤتمر برلين 2 التي تستضيفه الخارجية الألمانية في 23 الصيف/يونيو الحالي، ما تم تحقيقه منذ النسخة الأولى للمؤتمر التي انعقدت في 19 آي النار/يناير 2020م، وكيفية مساعدة ليبيا في الوصول إلى إجراء الانتخابات بسلام.
وأوضح الفيتوري في مقال له بموقع “ميدل إيست مونيتور”، طالعته وترجمته “أوج”، أن المؤتمر يندرج في إطار استراتيجية بعثة الأمم المتحدة لمعالجة الصراع الذي دام عقدًا من الزمان، مرجحا أن تتم دعوة حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، بينما من غير المتوقع أن تشارك قوات عملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر.
وأضاف أن حفتر لا يشغل أي منصب رسمي داخل حكومة الوحدة الوطنية، لكنه رحب بتأسيسها، ما يعني أن جيشه غير معترف به من قبل الحكومة ولا يندمج في هيكل قيادتها، معتبرا أنها معضلة لم يتم حلها بعد، قائلا: “يجب إيجاد حل وسط للحفاظ على الزخم السياسي نحو الانتخابات، مع الحفاظ على قبول حفتر وداعميه الأجانب، بما في ذلك روسيا”.
وذكر أن المؤتمر الأول في العاصمة الألمانية، ربما نجح جزئيًا في إجبار الأطراف المحلية على الاتفاق على خطوات معينة، إلا أنه فشل في جعل القوى الدولية المشاركة في الصراع تحترم التزاماتها التي قطعتها في برلين، لافتا إلى إخفاق المؤتمر في أمرين؛ الأول وقف التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية الليبية، والثاني انسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين من الأراضي الليبية.
وأوضح أنه رغم الدعوات المتكررة لوزيرة الخارجية بحكومة الوحدة نجلاء المنقوش لمغادرة القوات الأجنبية، لا تزال تركيا وإيطاليا وروسيا وآلاف المرتزقة من ثلاث دول أخرى على الأقل في ليبيا بطريقة أو بأخرى، مضيفا أن تركيا، على سبيل المثال، تدعي أن وجودها قانوني ويستند إلى اتفاق أمني وقعته مع حكومة الوفاق المنتهية ولايتها.
وتابع أنه من ناحية أخرى، تنفي روسيا وجود أي قوات لها في ليبيا، وتصر على أن مقاتلي مجموعة فاغنر هم أفراد عاديون لا سيطرة لموسكو عليهم، مستطردا أنه في غضون ذلك، من المفترض أن تنظم حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة انتخابات الكانون/ديسمبر دون وجود أي مقاتلين أجانب داخل ليبيا.
واعتبر الفيتوري أن مشاركة الولايات المتحدة في مؤتمر برلين 2 قد توفر بعض الأمل في إجراء الانتخابات بموعدها المحدد، قائلا: “يبدو أن إدارة بايدن تركز أكثر على ليبيا، مقارنة بسابقتها، حيث عيّن بالفعل مبعوثًا خاصًا زار طرابلس الشهر الماضي للتعبير عن دعم واشنطن للانتخابات وإبعاد جميع المقاتلين الأجانب”.
وأشار إلى تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره الروسي فلاديمير بوتين مرارًا وتكرارًا من أن الولايات المتحدة لن تغض الطرف بعد الآن عما تفعله روسيا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ليبيا.
وأكد أن مناقشات بايدن وبوتين حول الملف الليبي في أول قمة وجهًا لوجه بينهما هذا الأسبوع، ستنعكس في مؤتمر برلين الثاني، معتبرا أن أي خلافات كبيرة بين الطرفين ستعرقل انتخابات نهاية العام وتعرض وقف إطلاق النار الحالي للخطر.
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية، أكدت، قبل أيام، أن الوزير هايكو ماس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعيا الدول والمنظمات المشاركة في مؤتمر برلين للاجتماع في النسخة الثانية من المؤتمر يوم 23 الصيف/يونيو، بمشاركة حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
وأضافت في تصريحات نقلها موقع berliner-sonntagsblatt، طالعتها وترجمتها “أوج”، أن “برلين 2” يهدف إلى تقييم التقدم المحرز في تهدئة الأوضاع في ليبيا منذ مؤتمر برلين ليبيا في 19 آي النار/يناير 2020م، مشيرة إلى التركيز على الخطوات التالية نحو تحقيق الاستقرار المستدام في البلاد.
وأوضحت أن المؤتمر سيناقش الاستعدادات للانتخابات المقرر إجراؤها في 24 الكانون/ديسمبر، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا على النحو المتفق عليه في وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى مناقشة توحيد قوات الأمن الليبية.
ويهدف المؤتمر إلى تقييم التقدم المحرز في تهدئة الوضع في ليبيا منذ مؤتمر برلين المنعقد في 19 آي النار/يناير 2020م، وللمرة الأولى، ستشارك حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في المؤتمر.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.