“الصليب الأحمر”: البنية الصحية تضررت من الحرب الليبية.. و30 ألف نازح مهددون بالألغام

أوج – القاهرة
قال نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مصر، جيل كاربونير، إن اللجنة تقدم مساعدات إنسانية كبيرة في الدول التي مزقتها الحروب مثل ليبيا وسوريا واليمن والسودان وإثيوبيا وليبيا.
وأضاف كاربونير، في حوار لصحيفة “الأهرام ويكلي” المصرية، طالعته وترجمته “أوج”، أن زيارته إلى القاهرة أتاحت فرصة لمناقشة التحديات الإنسانية المستمرة في البلدان المجاورة والحماية التي يقدمها الصليب الأحمر للسكان المتضررين من هذه الأزمات.
وأوضح أن الصليب الأحمر لديه عمليات كبيرة في ليبيا، يقدمها من خلال مكاتبه في طرابلس وبنغازي ومصراتة وسبها، قائلا: “لقد كنا حاضرين طوال فترة النزاع، ونقدم المساعدة الطبية الطارئة، ونصل إلى جميع أطراف النزاع ونعزز تطبيق القانون الإنساني الدولي الذي يتضمن حماية السكان المدنيين من الأذى”.
وأفاد بأن الصليب الأحمر يبقى الحوار قائما مع أطراف النزاع الليبي لضمان حماية السكان المدنيين والبنية التحتية في حالة تجدد الأعمال العدائية، مؤكدًا تقديم صدقات ومساعدات غذائية وغير غذائية ومياه للأشخاص المتضررين من النزاع.
وأشار إلى اضطرار آلاف الليبيين إلى النزوح ومغادرة منازلهم بسبب الصراع، قائلا: “ليبيا بها أكثر من 30 ألف نازح، والآن يريدون العودة، لكن يجب أن نكون حذرين للغاية لأن هناك الكثير من الألغام والمتفجرات، وهناك تهديدات خطيرة قبل استعادة سبل العيش، ونعمل مع جميع الشركاء لحلها”.
ولفت إلى مواصلة دعم البنية التحتية الصحية التي تضررت بشدة بعد الهجوم عليها أثناء النزاع، متابعا: “من المهم أن نعمل مع جميع الأطراف للتأكد من حماية البنية التحتية الصحية، وفي غضون شهر، قد أزور ليبيا لمقابلة فرقنا هناك للاستعداد لأي موقف قد ينشأ في المستقبل”.
ويشهد القطاع الصحي في ليبيا تدهورا كبيرا منذ أحداث فبراير 2011م؛ إذ يشكل توفير الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين أكبر التحديات التي تعترض المؤسسات الحكومية، في ظل الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد، ما زاد الوضع سوءاً، بعدما تكرر الاعتداء على المستشفيات والأطقم الطبية.
وتزايدت التحذيرات على مستويات عدة في ليبيا من تفشي وباء كورونا، وسط عدم القدرة على المواجهة، وإثر العجز الحاصل في قطاع الصحة، وتشتت الجهود لمكافحة الفيروس، فيما ندد المواطنون بتعامل الجهات المسؤولة مع الأزمة والخوف من خروجها عن السيطرة، في ظل تفاقم الإصابات.
وعانى قطاع الصحة خلال السنوات المنصرمة أزمات خانقة، من نقص حاد في الأطقم الطبية والأدوية والمستلزمات التشغيلية الأساسية، إضافة إلى أن عدداً كبيراً من المرافق الصحية أغلق أبوابه بشكل كامل، بعد تعرّضه للاستهداف، كما غادرت الأطقم الطبية البلاد بسبب تفاقم الوضع الأمني.
وأعلنت ممثلة منظمة الصحة العالمية إليزابيث هوف، في بيان سابق، أن نحو 1.3 مليون ليبي لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، وأن 43 من بين 98 من المستشفيات تم تقييمها على أنها معطلة كلّياً أو جزئياً، بسبب نقص الأدوية والإمدادات الطبية، الأمر الذي قد يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في البلاد.
وبحسب إحصائية الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، يعد معدل إصابات كورونا في ليبيا الأعلى في منطقة شمال إفريقيا بالنسبة إلى عدد السكان، بواقع 1479 حالة لكل 100 ألف نسمة، فيما احتلت المرتبة الثانية في إفريقيا من حيث عدد الوفيات بكورونا، بمعدل 22 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة.