أوج – بنغازي
أكد عضو ملتقى الحوار السياسي، أحمد الشركسي، أن خلل منهجية وسوء إدارة البعثة الأممية لجلسات ملتقى الحوار السياسي، هي سبب الفشل في التوافق على القاعدة الدستورية.
وأشار الشركسي في تصريحات مع فضائية “ليبيا الأحرار”، تابعتها ”أوج”، إلى أن خارطة الطريق تنص على أن مجلس النواب والدولة الاستشاري يشكلان لجنة دستورية تصيغ الشكل الدستوري للانتخابات في مدة لا تتجاوز 60 يومًا، وإذا تم تجاوز هذه المدة ولم تتمكن من تحقيق التوافق، يؤول الأمر إلى ملتقى الحوار السياسي لإنتاج لجنة دستورية تنتج قاعدة دستورية.
وتابع: “كان مجلسي النواب والدولة الاستشاري قد اتفقا في الغردقة، ولكن اشترط على أن يرحلا إلى مجلسي النواب والدولة الاستشاري وأعضائهما، للحصول على تأييدهم وهذا ما لم يحدث إلى يومنا هذا”.
ولفت إلى أن ما دفع الملتقى إلى التدخل لإنتاج قاعدة دستورية، هو عدم توافق النواب والدولة الاستشاري، لكن للأسف ما حدث في جنيف، هو يرجع إلى سببين والسبب الأول في فشل منهجية البعثة في إدارة الحوار.
وأضاف: “البعثة سمحت لبعض الأشخاص المعرقلين، لتقديم مقترحات تعرقل خارطة الطريق، وتصر على الاستفتاء على الدستور في 24 ديسمبر، وهذا مخالف خارطة الطريق”.
واستمر: “كان لزاما على البعثة أن تعتمد مقترح اللجنة القانونية، وتطرح النقاط الخلافية للتصويت على الحضور، وكان أمرا بسيطا وسهلا”، كاشفًا أن السبب الثاني هو المعرقلين المستفيدين من الوضع القائم والمستفيدين من مناصبهم الحالية وقاموا بإفشال المؤتمر.
وذكر أن الكرة دائما عند مجلسي النواب والدولة الاستشاري، التي يجب أن يتفقا على قاعدة دستورية وملتقى الحوار يسعى لسد الخلل الناتج عن فشل هذين الجسمين، لأنه نعتقد أنهما سيستمران في الفشل أيضًا.
وأردف: “ما حدث في نهاية الجلسات أن أي مقترح أن يكون معتمد على الانتخابات في 24 ديسمبر”، وهاجم عضو المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري”، عبد القادر الحويلي، كان موافق على المقترح، الذي توصلنا له في اللجنة القانونية على القاعدة الدستورية، وكان من الموافقين عليها واستغرب كيف يقول كل هذه الانتقادات، وهو مشارك في وضعها وإرسالها إلى الملتقى.
وأكد أن المشاورات الحالية في الملتقى هي محاولة التوصل إلى حل توافقي بشأن القاعدة الدستورية، وفي حالة الفشل سيتم الرجوع إلى القاعدة الدستورية التي أعدتها اللجنة القانونية من قبل وتم عرضها في جلسة جنيف.
وأضاف قائلاً: “الاجتماعات تُعطي فرصة للجميع والأعضاء داخل لجنة التوافقات، للخروج بحل توافقي يُرضي الجميع، ولولا الخطأ في منهجية العمل من البعثة، لكننا توصلنا سريعًا إلى تلك القاعدة وأعتقد أننا اقتربنا منه كثيرًا وأحب أن أذكر ببعض النقاط بأن الملتقى لا ينازع مجلسي النواب أو الدولة الاستشاري في اختصاصاتهما”.
وتحدث عن أن وجود أعضاء من الملتقى الحوار أعضاء في مجلسي النواب أو الدولة الاستشاري أحدث حالة من الارتباك الشديد، ويستغله المعرقلين لإحداث خلل في أعمال الملتقى، وتعطيل وتسويف الأمر مستغلين الخلل في منهجية البعثة الأممية.
واستدرك بقوله “تشكيل لجنة التوافقات هي جزء من الخلل الواضح في منهجية البعثة، ولو كان منهجها واضحا كانت أتت بمقترح القاعدة الدستورية من اللجنة القانونية وصوتت على النقاط الخلافية به”.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.