أوج/رويترز
قال مدع عام باريس اليوم الجمعة إن المحققين يحاولون تحديد إن كان هناك شركاء للرجل الذي قتل شرطيا في باريس يوم أمس الخميس مضيفا أن المهاجم لم تظهر عليه أي مؤشرات للتطرف رغم تاريخه الجنائي الطويل.
كان المهاجم الذي يدعى كريم الشرفي فتح النار على سيارة للشرطة في شارع الشانزيليزيه مساء أمس الخميس مما أسفر عن مقتل ضابط وجرح اثنين آخرين قبل أن يقتل بالرصاص.
وخيم الهجوم، الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، على اليوم الأخير في حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة يوم الأحد.
وقضى الشرفي (39 عاما)، وهو مواطن فرنسي عاش مع أمه في شرق باريس، نحو 14 عاما في السجن منذ 2001م في جرائم منها هجمات بأسلحة نارية على ضباط أمن.
وقال فرانسوا مولان مدعي باريس في مؤتمر صحفي “التحقيقات ستركز الآن على تحديد … المساعدة التي يحتمل أنه استفاد منها.”
وأضاف قائلا ” لم يكن على قائمة المراقبة الأمنية ولم تظهر عليه علامات تطرف رغم قضائه سنوات طويلة في السجن.”
لكنه أكد عثور الشرطة قرب جثته على رسالة بخط اليد تدافع عن الدولة الإسلامية وعناوين لمؤسسات أمنية ومصحف في سيارته.
وقال مصدر مقرب من التحقيق إن الشرطة تعتقد أن المهاجم “فتح النار على الضباط بمجرد أن عرف أنهم سيقتلونه.”
وقال مولان إنه بجانب البندقية الآلية المستخدمة في الهجوم عثر على سلاح ناري آخر وسكاكين في سيارته. وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن ثلاثة من أسرته وضعوا رهن الاحتجاز.
قضى الشرفي 10 سنوات في السجن بتهمة إطلاق النار على ضابطين كانا يرتديان ملابس مدنية حاولا اعتقاله أثناء وجوده في سيارة مسروقة عام 2001م. وخلال احتجازه أصاب ضابطا بالرصاص في السجن بعد انتزاع سلاحه الناري.
وحصل على إطلاق سراح مشروط بالمراقبة في 2015م بعد عقوبة أخرى بالسجن عامين في جرائم أصغر وألقي القبض عليه مجددا في النوار بعد تهديده بقتل ضباط شرطة لكن أخلي سبيله لنقص الأدلة.
وقال مولان إنه قبل إلقاء القبض عليه سافر إلى الجزائر لنحو شهر رغم خضوعه لشروط مراقبة تحرمه من مغادرة البلاد مشيرا إلى أن القاضي آثر عدم إرساله مجددا إلى السجن.
* غموض بشأن زعم الدولة الإسلامية
لم يعلق مولان على أي مشتبه بهم آخرين محتملين لكن متحدثا باسم وزارة الداخلية أكد في بادئ الأمر أن السلطات تبحث عن رجل ثاني بناء على معلومات من الأمن البلجيكي.
وقال بيير هنري برانديه “من المبكر جدا تحديد كيف أو هل كان مرتبطا بما حدث في الشانزيليزيه.”
واطلعت على وثيقة عرفت مشتبها به ثانيا باسم يوسف العسري. وحذر مسؤولو الأمن البلجيكيون نظراءهم الفرنسيين قبل الهجوم من أن العسري “شخص خطير للغاية في طريقه إلى فرنسا” على متن قطار سريع.
ووزع التحذير على نطاق واسع بين أجهزة الأمن الفرنسية فور وقوع الهجوم.
وقال برانديه في وقت لاحق لمحطة (بي.إف.إم) التلفزيونية إن رجلا بنفس الاسم سلم نفسه لنقطة شرطة في انتويرب ببلجيكا ولم تعد السلطات تبحث عنه بعد.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته وذكرت “منفذ الهجوم في منطقة الشانزيليزيه وسط باريس هو أبو يوسف البلجيكي وهو أحد مقاتلي الدولة الإسلامية”.
ولم يتضح حتى الآن هل للعسري صلة بالمهاجم القتيل أو بالرجل الذي سمته الدولة الإسلامية.
وقال مصدر بالشرطة “لا نفهم لماذا حددت الدولة الإسلامية الشخص الخطأ. ما يبدو واضحا أن الدولة الإسلامية كانت تخطط لشيء.”
ويقع الهجوم بعد أيام فقط من إعلان الشرطة أنها أحطبت هجوما آخر واعتقلت رجلين في مدينة مرسيليا. وخيم هجوم الشانزيليزيه على اليوم الأخير في حملة الانتخابات الرئاسية.
وتحدث المرشح المحافظ فرانسوا فيون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بلهجة حادة بشأن القانون والنظام بينما أكد المرشح الأوفر حظا المنتمي لليسار إيمانويل ماكرون أنه قادر على مجابهة هذا التحدي.