أكد المستشار السياسي الأسبق للمجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري”، أشرف الشح، أن بيان وزراء “برقة” المنطقة الشرقية في حكومة الوحدة المؤقتة واعتراضاتهم على سياسة رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة في هذا التوقيت تحديدًا، ما هو إلا مسار جديد لإفشال العملية السياسية وعدم إجراء الانتخابات في موعدها المقرر 24 الكانون/ديسمبر المقبل.
ووصف الشح، في مداخلته عبر “سكايب” مع برنامج “حوار الليلة” على قناة “ليبيا الأحرار” تابعتها “أوج”، نائب رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، حسين القطراني، بـ”الرجل البسيط غير القادر على إقامة الحجة”، مستدلًا على ذلك بالبيان والتفاصيل التي أعدت فيه.
وأوضح أن تفاصيل البيان أعدت مسبقًا والقطراني قام فقط بعملية الإخراج، نافيا عدم علم الأخير بمسألة القرارات التي تصدر؛ لأن هناك آلية في اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وهناك محاضر ومن يعترض على قرار معين يسجل في محضر الاجتماع، متسائلًا: “هل هناك نسخة من محاضر الجلسات توضح اعتراض القطراني على قرارات معينة؟”.
وتابع: “كيف لم يتم التنسيق مع القطراني في دخول بنغازي، وهو ذهب إلى هناك للإعلان عن مشاريع عودة الحياة التي أعدتها الحكومة في فندق تيبستي لإقامة المؤتمر الذي ستعلن فيه هذه المشاريع المخصصة للمنطقة الشرقية والتي رصدت لها ميزانيات ومبالغ لإعمار بنغازي ودرنة بالرغم من عدم اعتماد الميزانية”.
واستنكر الشح ظهور هذه الاعتراضات بعد سحب الثقة من الحكومة، معتبرًا أن هذا الأسلوب متكرر منذ 10 سنوات وليس بجديد، فعندما تفقد بعض الأوراق السياسية تحاول رفع الصوت بمطالب “التهميش وبرقة”، واصفًا تلك الاعتراضات بالزوبعة القديمة المتجددة.
وبين الشح أن مسألة إلغاء الهيئات هو أمر طبيعي لأنها دمجت مع هيئات أخرى، لافتًا أن الحكومة هي حكومة وحدة والقطراني هو أحد المشرفين على توحيد تلك المؤسسات، وإحالة ملفات الأشخاص الذين كانوا يعملون في تلك المؤسسات ومنح المرتبات لهم كلها إجراءات فنية.
وهاجم القطراني قائلًا: “كيف تقول إنك لا تمتلك فكرة عن الميزانية وأحد الحاضرين معك من وزراء برقة وهو زير التخطيط وأحد من أعدوا الميزانية، كلها حجج غير مقبولة والهدف منها سياسي”، مؤكدًا أن هناك مخرج وراء الكواليس، وهو من يظهرهم لكي يعلو الصوت ويجد المبرر لعرقلة المسار السياسي، وفقا لقوله.
وذكر الشح التسريب الصوتي لعضو مجلس النواب، عبدالمطلب ثابت، الذي يقول فيه إنه على اتصال بحفتر وقيادة الكرامة، وعلى وزير الرياضة بحكومة الوحدة المؤقتة، عبد الشفيع الجويفي، الحضور مثل باقي الوزراء، وأن قيادة الكرامة هي التي تسير العملية.
وانتقد التهديد بتشكيل حكومة موازية وهناك انتخابات قادمة، ومجلس النواب من وضع قوانينها وفرضها على الآخرين، مضيفًا أنه من الواضح أن الغاية هي عرقلة المسار السياسي وخلق مبررات وإيجاد الأعذار.
ونوه الشح أن هناك إثبات آخر لمحاولة عرقلة الانتخابات، وهو أن الحكومة الآن هي حكومة تسيير أعمال سحبت منها الثقة والانتخابات على الأبواب وسيتم انتخاب مؤسسات جديدة وتنتهي القصة، قائلا: “لماذا إذا هذا التعصب واللوم ويحضر النواب الذين عملوا على سحب الثقة ليقولوا مفيش عدل وهناك تهميش للشرق”.
وتساءل: “ماذا وصل لأهلنا في الشرق من كل قياداتها التي تقلدت المناصب واشترت الفلل في طرابلس ونست أنها من مناطقها؟”.
وتابع: “التعصب وعلو الصوت والكلام بشكل مرسل لن يفيد في شيء، والليبيين أينما كانوا على أرض الوطن أذكى بكثير ويعلمون جيدا أسباب هذه الأزمة ومن المحرك الرئيسي وراء كل من يظهر على الصورة لإفشال العملية السياسية”.
واختتم بالتأكيد أن هناك مشروع للسيطرة فشل بقوة السلاح، والآن يريد اللعب على طاولة السياسة، على حد تعبيره.
وعادت بوادر الانقسام تلوح في الأفق مجددا، حيث وجه نائب رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عن المنطقة الشرقية، حسين القطراني، سيلا من الانتقادات لرئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، معتبرا أن مواقفه تعمق الانقسامات بين الليبيين.
كما ألمح إلى تأجيل الانتخابات، قائلا في بيان، أمس الأحد، إنه يعتقد أن كل المعطيات تشير إلى أن الانتخابات النيابية والرئاسية لن تجرى في موعدها، المقرر في الكانون/ديسمبر وآي النار/يناير المقبلين.
واستنكر القطراني ووزراء ووكلاء الوزراء عن الشرق، خلال اجتماع طارئ أداء رئيس الحكومة، وطالبوه بالالتزام بخارطة الطريق والتوزيع العادل بين الأقاليم، كما شددوا على ضرورة عودة المؤسسات السيادية التي نقلت من بعض الأقاليم شرقا إلى طرابلس.
كما استنكروا احتفاظ الدبيبة بحقيبة الدفاع، مطالبين بتعيين وزير لها، فضلا عن إعادة فتح المقاصة المقفلة بين مناطق غرب وشرق البلاد من المصرف المركزي.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.
وسوم: العملية السياسيةالمنطقة الشرقيةبرقةتأجيل الانتخاباتحسين القطرانيعبد الحميد الدبيبة