أوج – طرابلس
توقع المستشار السابق للمجلس الأعلى للإخوان “الدولة الاستشاري”، أشرف الشح، وجود دوافع سياسية وراء إطلاق سراح اللواء الساعدي معمر القذافي وإرساله في طائرة خاصة إلى تركيا، معتبرا أن الأمر يزيد الشكوك حول كل المؤسسات الليبية التي وصلت فيها الفوضى إلى مداها، على حد تعبيره.
وقال الشح، في مداخلة هاتفية عبر الفيديو لقناة “ليبيا الأحرار”، تابعتها “أوج”، إن الثقة في كل إجراءات الدولة بدأت تتزعز والفوضى ضربت أطنابها، خصوصا بعد إصدار جواز سفر “في ربع ساعة”، وفق قوله، وتخصيص طائرة خاصة لنقل الساعدي، مطالبا بمعرفة من كان وراء كل هذه الإجراءات.
وزعم أن الإفراجات عن قيادات وأنصار النظام الجماهيري سيزيد الأزمة وسيولد جبهات انتقامية، ومن سيخرج سيشكل غدا جبهة لتقويض الاستقرار في ليبيا، رافضا تصريحات عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي التي تشيد بالإفراجات، قائلا إن كل هذه الإجراءات تتم في الظلام دون إيضاح للرأي العام عن المساومات التي تتم.
ورأى أن هناك صفقات سياسية ومحاولات لتكوين جبهات وكسب مؤيدين تتم من وراء الإفراجات تمهيدا لانتخابات الكانون/ديسمبر المقبل، مستطردا بأن أي عملية سياسية مقبلة إن لم تقم على أهداف واضحة ومبادئ ثابتة فلن يكتب لها النجاح، على حد قوله.
وأضاف: “هناك أناس لا تزال حقوقها ضائعة حتى اليوم، وآخرون ذاقوا الأمرين خلال الأربعين سنة الماضية، وسلبت أملاكها، وقتل أولادها، وتنتظر رد مظالمها حتى اليوم”، متطاولا على اللواء الساعدي بقوله: “الساعدي شخصية تافهة لا تعني الليبيين في شيء”.
وادعى أن خروج أنصار النظام الجماهيري يقوض استقرار البلد، ضاربا المثل برئيس جهاز الأمن الخارجي السابق، أبو زيد عمر دوردة وغيره الذين خرجوا وكونوا جبهات في مصر وغيرها، قائلا: “كانوا معول هدم وانتقام ولا يزالوا ينتظرون فرصة للانتقام، وما يقوله أحمد قذاف الدم في القنوات المصرية أكبر دليل وما قاله سيف لنيويورك تايمز، أكبر دليل على أنهم ممتلؤون بروح الانتقام ويتحينون الفرصة”.
وحول توجه الساعدي إلى تركيا، توقع وضعه في مكان يمكن مراقبته فيه ولو مرحليا للحد من أي نشاط قد يضر بالاستقرار، وفق قوله، معتبرا أن هذه الإفراجات تشكك في المنظومة القضائية الليبية.
وأكمل: “إلى كل من يعتقد أن إطلاق سراح الساعدي أو الشياطين الآخرين سوف يكون بادرة لعودة النظام الجماهيري البديع، فهم يحلمون، لن يعود ذلك النظام البائس مهما فعلوا ومهما تآمروا ومهما عقدوا صفقات من تحت الطاولة”.
وحول إشادة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة بالإفراج عن اللواء الساعدي كخطوة مهمة نحو المصالحة، قال: “عبد الحميد يثبت كل يوم أنه جديد على عالم السياسية، وكلامه تأكيد إضافي أن الإفراج كان عملية سياسية، وإلا ما خرج مغردا على هذه العملية دون غيرها من السجناء الآخرين”.
واسترسل: “الساعدي عندما كان والده في الحكم، كان من المعربدين بلعبه الكرة وإهدار أموال الليبيين خارج البلد، وارتكب العديد من الجرائم ليست قتل بشير الرياني فقط، بل هناك عدة جرائم أخرى لم تحرك دعاوى جنائية بها وصلت إلى ستة جرائم”.
وأفاد بأن أنصار النظام الجماهيري تم تمثيلهم في حكومة الدبيبة، قائلا: “الذين يعيشون في مصر مع عائلاتهم هم من يرفضون العودة إلى ليبيا، خصوصا أنه تم تشكيل العديد من اللجان خلال السنوات العشر الماضية لكنهم يرفضون العودة”.
وأطلقت السلطات الليبية سراح اللواء الساعدي، أمس الأحد، تنفيذا لقرار قضائي صدر بالإفراج عنه منذ سنوات، وتم نقله بطائرة خاصة إلى تركيا.