أوج – طرابلس
يبدو أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة يسير على خطى سالفه فائز السراج فيما يخص الاستعانة بالمليشيات وتقليدهم المناصب الرفيعة لضمان ولائهم أو على الأقل مهادنتهم.
وجاء قرار الدبيبة رقم 147 لسنة 2021م بتعيين المليشياوي علي محمد اشتيوي، “آمر محور وادي الربيع” خلال الحرب على طرابلس، وكيلا لوزارة العدل لشؤون الشرطة القضائية بمثابة الصدمة على الكثيرين الذين كانوا يأملون إنهاء قبضة المليشيات على يد السلطة الموحدة.
ويعد علي اشتيوي الشهير بـ”السريعة”، أحد قادة مليشيات عملية بركان الغضب التابعة لقوات المنطقة الغربية، وكان آمرًا لما يسمى “محور وادي الربيع” في الحرب ضد قوات الكرامة، وكان يترأس، خلال الحرب، الاجتماعات الميدانية لقادة المليشيات مثل رشيد الأسطى وعبدالله قدح وسالم المحيشي “كويستو”، ويوسف الأمين.
وقاد اشتيوي، عمليات ضد الكرامة عبر غرفة عمليات ميدانية، حيث كان ينظم قوات لمهاجمة قوات خليفة حفتر في محاور وادي الربيع وعين زارة والسواني وصلاح الدين، في محاولة لصد تقدمهم خاصة عقب قصف مليشيات في معيتيقة.
ونقلت الصفحة الرسمية لمحور وادي الربيع-غرفة النهر عن اشتيوي تصريحات في 12 آي النار/يناير 2020م مع بداية الهدنة ووقف إطلاق النار، قال فيها: “نحن كنا ندافع عن أرضنا وعرضنا وعاصمتنا، أما هم كانت حربهم لأجل أحلام عجوز سفيه تحطمت على أسوار طرابلس”.
وأضاف: “أنا سعيد لانبطاح حفتر ذلك الطاووس لصمود رجال البركان، أنا سعيد لأنني كنت على حق فقد وقفت ضد حفتر من يوم 4/4 وكنت على يقين أنه ليس قادر على دخول العاصمة”.
وتابع: “لم أكن يوما تابعا لشخص ولم أعلق مصيري بشخص مثل الكثير منهم ولم أمجد يوما أي شخص مهما كان شأنه لأنني أعلم أنهم جميعا أمام الغرب هم أقل من الصبيان”.
وفي الوقت الذي تدعو فيه القوى السياسية في الداخل والمجتمع الدولي بضرورة تفكيك وتسريح المليشيات، خصوصا بالمنطقة الغربية؛ لتمهيد الطريق أمام إجراء الانتخابات المقررة في 24 الكانون/ديسمبر المقبل في سلام وبشفافية ونزاهة، يأتي قرار الدبيبة لينسف كل الآمال والتطلعات الإيجابية التي يبتغيها الليبيون.