أوج – طرابلس
اعتبر عضو ما يعرف بـ”تجمع المشروع الوطني” ووزير التخطيط السابق، عيسى التويجر، أن الاشتباكات بين المليشيات تأتي انعكاسًا لصراعات سياسية ومحاولة لشق الصف في المنطقة الغربية وإحداث بلبلة وصراع داخل طرابلس، معتبرا أنها البديل عن الحرب التي خاضها خليفة حفتر على العاصمة.
وقال التويجر، في تصريحات لتليفزيون “العربي” الذي يبث من لندن، طالعتها “أوج”، إنه من غير الممكن على حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة مواجهة المليشيات والكتائب التي كانت تدافع بالأمس عن طرابلس بالقوة، لأن ذلك يعني ولادة مليشيات جديدة وصراعات ومناطق نفوذ جديدة.
وتابع قائلا: “بعد أن شهدنا بعض الاستقرار وتفاءل الناس خيرًا بأن الاستقرار آتٍ وأن التنمية قد بدأت، تفاجأوا بهذا العمل، الذي لم يفاجئ بدوره الخبراء”، مؤكدا أن الحكومة قادرة على ضبط الأمن وصناعة القوّة التي تتبعها، إذ لديها المال والرجال، لكن ينقصها التخطيط والتنفيذ والكفاءات القادرة على قيادة تكوين نواة عسكرية قوية.
وأوضح أن القضية صعبة وتحتاج إلى مرحلة انتقالية طويلة، مؤكدا الحاجة إلى استراتيجية تدريجية انتقالية تنقل المليشيات والعناصر المسلحة إلى آخر جديد، بانضمام بعضهم إلى القوات المسلحة وبعضهم الآخر إلى العمل المدني، آسفًا لغياب “برنامج حقيقي لهذا الاستيعاب”.
واندلعت اشتباكات عنيفة فجر الجمعة، وما زالت مستمرة، بين مليشيا ما يسمى بجهاز “دعم الاستقرار” ومليشيا اللواء 444، في منطقة صلاح الدين وطريق السدرة، جنوبي العاصمة طرابلس.
وكشفت مصادر أن “مليشيا 444″، التي قالت إنها صدت هجوماً فجر الجمعة، على معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين، أسرت عناصر من مليشيا “دعم الاستقرار”، التي كانت تحاول الهجوم على المعسكر.
وأشارت إلى نزوح بعض العائلات إثر سقوط قذائف واشتعال النار بداخل إحدى الشقق في عمارة بالقرب من الإشارة الضوئية بمنطقة صلاح الدين، مؤكدة أن الاشتباكات تحولت إلى حرب شوارع بين المليشيات.
وأضافت أن هناك رتلا من السيارات المسلحة وصل لمنطقة قصر بن غشير وتتجمع في الجزيرة، فيما وصل رتل آخر من السيارات المصفحة قادمًا من مدينة الزاوية، محذرة من تصاعد الأحداث خلال الساعات المقبلة.
وتأتي اشتباكات المليشيات في طرابلس، بعد أقل من أسبوع على أحداث عنيفة شهدتها مدينة الزاوية بين المليشيات أيضا، ما أسفر عن وقوع عدد من المصابين.
ورغم إصدار المجلس الرئاسي تعليمات إلى وزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة بالمنطقة الغربية، باتخاذ الإجراءات الحازمة لوقف الاشتباكات في المدينة، إلا أنها تتجدد من وقت لآخر.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.