أوج – بنغازي
قال عضو مجلس النواب علي التكبالي، إن الميليشيات والعناصر المسلحة هي من تسيطر على مراكز صنع القرار في طرابلس، ولن يستطيع أحد مساءلتها.
وأوضح التكبالي في تصريحات عبر فضائية “ليبيا الحديث”، تابعتها ”أوج”، أن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة هو وليد الميليشيات، وهو من يرعى تلك التشكيلات المسلحة، وكل أماكن صنع القرار في طرابلس، وأي مجلس أو وزارة توجد في طرابلس هي تحت رحمة الميليشيات.
وهاجم الدبيبة بقوله إنه يقول كلام وتصريحات لا يفقهها، مؤكدا أنه جعل الليبيون أمام “حكومة مراهقين وطائشين، لا تستطيع أن تفعل الصواب ولا تستطيع التعامل مع الميليشيات ولا السيطرة عليها”.
واستمر في هجومه بقوله “ولو تتبعنا كلام الدبيبة ستجد أنه لن يفقه في السياسة أو اللغة والضحية الوحيدة له الشعب الليبي المسكين”.
وواصل هجومه قائلا “الدبيبة حتى الآن لا يتكلم إلا بالأموال ويظن أن الأموال هي التي تفتح الطريق والرشوة المفتاح الوحيد الذي يفتح كل الأبواب له، وميليشيات غنيوة هي التي تمتلك اليد العليا في طرابلس قدم لها الدبيبة 100 مليون دولار”.
ووصف الأموال المقدمة من الدبيبة إلى ميليشيات غنيوة بأنها أمر خطير، لأن الإخوان المسلمين لا يريدون للدولة أن تكون ومن اليوم الأول كونوا الميليشيات، التي باتت المتحكم الوحيدة في الدولة الليبية، وأقول لميليشيات غنيوة أنهم لو قبلوا الـ100 مليون دولار من الدبيبة فهم باعوا طرابلس وسيسمحوا لكل المتطرفين بالدخول إلى طرابلس.
وأتبع بقوله “أنا لا ألوم أي وزير أو أي شخص يحتل منصبا تنفيذيا في طرابلس، لأن الميليشيات هم من يتحكمون في المشهد حقيقة ولا يستطيع أي شخص أن يقبل بمنصب في طرابلس من دون مساندة ميليشيات بعينها له”.
وانتقل التكبالبي للهجوم على المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، بقوله إنه “يريد أن يتقاتل الليبيون ولا يرغب في حقن الدماء، وأبرز مثال أنه أيد صعود حركة طالبان في أفغانستان، ويرحب أن يأتي الاحتلال التركي وأن نعيش في كنف الاحتلال”.
واستدرك قائلا “الميليشيات تحمي السياسيين بشكل عام في طرابلس وهم يشتغلون معهم لأن الأموال تعنيهم والوطن لا يعنيهم في شيء”.
وتحدث عن رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، فائز السراج، هو من أسس شرعية حقيقية لهذه الميليشيات، لافتا إلى أنه “لذلك أصبح هناك ميليشيات تتبع المجلس الرئاسي حاليا والدبيبة لديه ميليشيات تابعة له، ولكن في حقيقة الأمر الميليشيات هي المتحكمة فيهم ولو حاول أحدهم معارضتهم سيفعلوا به ما يفعلوا”.
وأتم بقوله “بعثة الأمم المتحدة لها دور في تغول الميليشيات بإهمالها بند تفكيك الميليشيات في الاتفاق السياسي، وتتكلم عن القوات الأجنبية فقط، ولم يرحل الأجانب ولم تفكك الميليشيات، يبدو أن القوى العالمية لا تريد لليبيا أن تستقر، وما يفعله الأتراك في المستقبل وإنشاء قواعد صغيرة في كل المدن الواقعة تحت سيطرتهم ليصبحوا احتلال وأمر واقع في البلاد برعاية الإخوان المسلمين”.
واندلعت اشتباكات عنيفة فجر الجمعة، وما زالت مستمرة، بين مليشيا ما يسمى بجهاز “دعم الاستقرار” ومليشيا اللواء 444، في منطقة صلاح الدين وطريق السدرة، جنوبي العاصمة طرابلس.
وكشف مصادر، أن “مليشيا 444″، التي قالت إنها صدت هجوماً فجر الجمعة، على معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين، أسرت عناصر من مليشيا “دعم الاستقرار”، التي كانت تحاول الهجوم على المعسكر.
وأشارت إلى نزوح بعض العائلات إثر سقوط قذائف واشتعال النار بداخل إحدى الشقق في عمارة بالقرب من الإشارة الضوئية بمنطقة صلاح الدين، مؤكدة أن الاشتباكات تحولت إلى حرب شوارع بين المليشيات.
وأضافت أن هناك رتلا من السيارات المسلحة وصل لمنطقة قصر بن غشير وتتجمع في الجزيرة، فيما وصل رتل آخر من السيارات المصفحة قادمًا من مدينة الزاوية، محذرة من تصاعد الأحداث خلال الساعات المقبلة.
وتأتي اشتباكات المليشيات في طرابلس، بعد أقل من أسبوع على أحداث عنيفة شهدتها مدينة الزاوية بين المليشيات أيضا، ما أسفر عن وقوع عدد من المصابين.
ورغم إصدار المجلس الرئاسي تعليمات إلى وزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة بالمنطقة الغربية، باتخاذ الإجراءات الحازمة لوقف الاشتباكات في المدينة، إلا أنها تتجدد من وقت لآخر.
وينتظر الليبيون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 الكانون/ديسمبر المقبل، حسبما حدد أعضاء ملتقى الحوار السياسي بعد جولات واجتماعات مباشرة وافتراضية على مدار شهور خلال الفترة الماضية، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واختار أعضاء الملتقى السياسي سلطة تنفيذية جديدة تمهد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري؛ حيث فاز محمد المنفى بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة بمنصب رئيس الوزراء بالسلطة التنفيذية الليبية، إضافة إلى موسى الكوني وعبد الله اللافي كعضوين بالمجلس الرئاسي، بعد فوز قائمهم في تصويت أعضاء الملتقى السياسي.