أوج – القاهرة
قال أمين الهيئة العامة للإعلام الأسبق، رمضان البريكي، إنه بعد اتخاذ قرار مجلس الأمن رقم 1970 بالعدوان على ليبيا تم طرح اسم الدكتور سيف الإسلام كجزء من حل الأزمة من قبل الدول الصديقة التي تبحث عن حل وليست ذاهبة في اتجاه إسقاط النظام.
وذكر في مقابلة لبرنامج “للتاريخ” عبر فضائية “الجماهيرية العظمى”، تابعتها “أوج”: “هذه الدول كانت تقول ما دام حدث ما حدث وخرج شرق ليبيا كله عن السيطرة والإعلام امتلأ بالأكاذيب، فكان الأصدقاء في العالم يقولون لماذا لا يتقدم سيف الإسلام خطوة إلى الأمام ويأخذ القائد خطوة إلى الخلف كحل لأن الغرب كان ضد معمر القذافي وأعلنها وطالبه بالتنحي وهو رفض التنحي بأمر من الغرب”.
وأضاف البريكي: “كان الدكتور سيف الإسلام جزء من الحل ويُبنى عليه لإيقاف النية المبيتة تجاه ليبيا ولتجنيب الدولة الوصول لما وصلت إليه من دمار، وكان هناك دول كثيرة منها الأتراك كانوا يتواصلون بشكل مستمر ومنهم أردوغان ووزير الخارجية وقتها داود أوغلو وطرحوا هذا الموضوع كحل خوفاً على مشاريعهم في ليبيا، وكان الدكتور سيف الإسلام أحيانًا لا يرد عليهم، لكن فيما بعد في العدوان أرادوا أن يحصلوا على جزء من الكعكة”.
وأسهب في حديثه: “عندما عُرضت هذه الفكرة وأنه يمكن أن يكون الدكتور سيف الإسلام حل، وُضع اسمه في قرار محكمة الجنايات الدولية مع معمر القذافي واللواء عبد الله السنوسي، لا شيء يستعدي أن يكون الدكتور سيف الإسلام أمام محكمة الجنايات الدولية فهو ليس رجل مسلح ولا حارب وهو رجل حقوقي واقتصادي معروف وعنده خطة تنمية واضحة ومستمرة لسنة 2025م كانت ستنتهي بنقل ليبيا لمصاف دول أخرى لكن وضعوا اسمه لأسباب سياسية صرفة”.
وأوضح: “محكمة الجنايات الدولية هي ليست محكمة جنائية، بل سياسية، فالأمريكان غير موقعين عليها، وهم من أوعزوا بضرورة وضع القائد وسيف الإسلام في قائمة المطلوبين وهي غير معترفة أصلاً بالمحكمة لكن استخدموها استخدام سياسي”.
وواصل: “سيف الإسلام كان يعتبر أساس للحل وبالتالي كان هناك انفتاح عليه في التواصل وفي حلول سياسية، حيث عقدت اجتماعات كثيرة، تمثلت في 25 لقاء مهم لأن الجانب الليبي الدكتور بشير صالح ذهب والتقى بساركوزي في الإليزية أثناء القصف، وغيره من اللقاءات الكثيرة في تونس وأوروبا ودول أخرى”.
وواصل: “الدكتور سيف الإسلام كان على المستوى الشخصي يبدي شجاعة في المواجهة، وكان أكثر إطلالة على الناس فعقد مجموعة من اللقاءات العامة مع شباب من عدة مدن جاءوا إلى طرابلس واجتمع بهم ووجه في بداية الأزمة خطابه المهم، الذي زوروه وقالوا أن سيف يهدد ويستخدم إصبعه، فهو أوضح للشباب والليبيين في فبراير والشرق عواقب ما يفعلوه من حدوث ضياع وانقسام لليبيا والأجانب يأخذوا النفط والأموال في الخارج وهي بالفعل من 2011م إلى الآن مازالت مجمدة وهذا كان تحذير وليس تهديد لكن فهم المواطنين جاء من قناة الجزيرة التي كانت تكذب”.
وروى البريكي: “كان الدكتور سيف من بداية هذا الخطاب، كان خطاب استشرافي، فالدكتور سيف يتميز بأن عنده رؤية مستقبلية ليس فقط في حقوق الإنسان والديمقراطية إنما أيضًا في التنمية، فمشروع خطة التنمية الذي توقف الآن في ليبيا ليس مشروع عشوائي وإنما عملته أكبر شركات العالم، صحيح هو مهندس وهو من صمم الشكل الخارجي لفندق ماريوت وسط طرابلس لكن الخطة كانت مدروسة، وشاركت فيها خبرات في العالم وحتى إذا تم استئناف المشاريع لن يتم تغييرها حتى من سيأتي، سيمشي على نفس الخارطة لكن ذلك بعد أن أُهدر حوالي 400 مليار”.
وذكر: “الدكتور سيف الإسلام في تلك المواجهة قام بالواجب ولم يظهر ضعيفًا إلى آخر لحظة، وأتذكر حتى عندما وقع في الأسر عند الزنتان ثاني يوم قال لهم أنا كنت في الدولة وأنتم تعتقدون أن الدولة سهلة وتثقوا في بلحاج وأنا طلعته من السجن وأتيت به من جونتانامو، جابوه الأمريكان والإنجليز في كيس وأحسنت له ولم أجد فيه خير وأنتم تريدون أن تجدوه، ورغم أنه كان في سجن وأسر لكنه كان صادقًا مع نفسه”.
وأردف البريكي: “دائماً أقول حتى الآن عن مدى مساهمة الدكتور سيف حتى الجديدة في إخراج ليبيا من مأزقها، أقول أن ما يميزها استشرافه للمستقبل وخطة واضحة معروفة لليبيين في الديمقراطية كان يذهب مع حقوق الإنسان لأبعد مستوى”.
وأورد موقفًا أن أحد الإخوان “إنجليزي ليبي” أرسل مقال بعنوان يسب فيه الدكتور سيف الإسلام ويصفه بـ”المصدي”، رغم ذلك لم يمانع سيف في نشر المقال، مُشددًا على أن الدكتور سيف الإسلام كان بالنسبة للكثير من الليبيين خطة واضحة في التنمية ومشاريع معروفة، مضيفًا: “كما كان يمكن أن يكون حل في 2011م وأغلق الباب عن قصد من قبل الذين يريدون إسقاط النظام ولا يريدون أي حل في ليبيا للأزمة، مازال إلى الآن يمكن أن يكون حل حقيقي للأزمة في ليبيا وأن تنتقل البلاد إلى ليبيا جديدة”.
وسرد في حديثه: “إذا كان في خطابه في فبراير قال نعمل دستور وعلم جديد ونشيد جديد ونذهب إلى ليبيا جديدة فيها حريات وأن هذه فرصة ثمينة ولا يجب تدمير البلاد بل ننقلها للأمام، وبالتالي الكثير من الليبيين في الرأي العام يقولون أن سيف الإسلام يمكن أن يكون حل لليبيا للخروج من الأزمة، والمعارضين يستمروا ويأخذون كراسي في البرلمان أو يديرون تنظيمات وصحف معارضة ولكن الخطة الحقيقية للتنمية لمصلحة الشعب يجب أن تتم”.
وفي ختام حديثه، قال: “الخطة لمصلحة الشعب والبلد تستمر والمناكفات السياسية مكانها اجتماع البرلمان ونسمعها في الإعلام والصحف، لكن ما حدث أن المناكفات المضرة هي التي أصبحت كل شيء في ليبيا وبالتالي ضاع كل شيء في ليبيا أموالها واقتصادها وتنميتها”.